كشف حارس مرمى الفريق الكروي الأول في النادي الأهلي عبدالله المعيوف أن المستويات الجيدة التي قدمها فريقه في الموسم المنقضي جاءت بسبب ثقافة الفوز الذي بناها اللاعبون أنفسهم، وأنهم كانوا كمجموعة في أمس الحاجة إلى تحقيق بطولة ليعود الأهلي إلى المنافسة بقوة واستعادة الثقة، وهذا ما تحقق بتتويجه بكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. وتحدث المعيوف في حوار مع "الوطن" عن مجريات لقاء فريقه الأخير هذا الموسم مع الجزيرة الإمارتي في دوري أبطال آسيا، مؤكداً أن عدم استسلامهم قادهم للفوز والتأهل إلى دور الثمانية، مبيناً أنه تدرب كثيراً على تسديد ركلات الترجيح التي سجل منها هدفاً، ولاحظ من قبل أن مهاجم الجزيرة ريفيرا يسدد على يمين الحارس، فتمكن من صد ركلته، مؤكداً أن الأهلي سيستمر في تقديم عطاءاته المميزة للمنافسة على مركز متقدم من هذه المسابقة القارية لإضافتها إلى سجله التاريخي. كل هذه التفاصيل، وكثير غيرها، في الحوار التالي: * كيف استطعتم أن تقلبوا تأخركم أمام الجزيرة الإماراتي إلى فوز في دوري أبطال آسيا؟ كنا نملك الرغبة والإصرار على الفوز، فلم نستسلم لتقدم الجزيرة خاصة بعد أن سجل الهدف الثالث، ولم يكن أمامنا سوى وقت قصير، وكنا عازمين على العودة بانتصار للوطن، فلعبنا حتى آخر دقيقة بنفس الروح، ووصلنا بالمباراة إلى الأشواط الإضافية وركلات الترجيح وحققنا فوزاً مهما أوصلنا إلى دور الثمانية بهذه المسابقة القارية التي نتمنى أن نحقق لقبها لأول مرة. سددت ركلة ترجيح في المباراة وسجلت منها، كما سجلت من قبل هدفاً في مرمى الفيصلي من ركلة جزاء، هل تحرص على التركيز على ركلات الجزاء في التدريبات؟ كانت البداية من التدريبات حيث أميل إلى تسديد الركلات من نقطة الجزاء، وجاءت مباراتنا أمام الفيصلي في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وسجلت هدفا من ركلة جزاء مما منحني الثقة، لذا طلبت من المدرب ياروليم أن أسدد أمام الجزيرة فوافق، وشجعني زملائي، والحمدلله وفقت في التسجيل. وتصديت لركلة ترجيح أمام الجزيرة نفذها ريفيرا؟ تابعت مباريات الجزيرة، ولاحظت أنه يسدد دائماً على يمين الحارس، فاتجهت إلى الجهة اليمنى وتصديت للكرة بفضل الله تعالى. استقبل مرماك ثلاثة أهداف أمام الجزيرة، من المسؤول عن هذا؟ أتحمل مسؤولية الهدف الثاني لأنني أخطأت حيث لم أر اللاعب الذي كان خلفي، وأعتذر عن ذلك، وأعد بالانتباه مستقبلا. كنت تجلس على دكة البدلاء، ثم أصبحت أساسياً، هل كانت عملية تدوير لإراحة زميلك ياسر المسيليم من قبل المدرب؟ كانت البداية من مسابقة كأس ولي العهد لإعطائي فرصة اللعب، ولعبت مباراتين، ثم سحبني المدرب أمام الاتفاق حتى لا يخرج المسيليم من أجواء المباريات، وهذه قناعته وأنا أحترمها. ولما بدأ دوري الأبطال الآسيوي طلب مني المدرب اللعب أساسياً أمام سباهان الإيراني 1/1 في جدة، واستمررت في اللعب لإعطائي الثقة وإراحة زميلي المسيليم بعد الدوري، والحمدلله تحملت المسؤولية، وأشكر المدرب على ثقته. كيف تصف علاقتك بالمسيليم، وهل هناك أي حساسيات كونكما تتنافسان على نفس المركز؟ ما بيني وبين ياسر أكبر من علاقة لاعبين في النادي أو الملعب، وليس هناك حساسيات منذ عرفته في النادي قبل خمس سنوات، وهو يكبرني بنحو ثلاثة سنوات لهذا أستفيد من توجيهاته وخبرته في التدريبات والمباريات. هل يستطيع الأهلي المنافسة على مركز متقدم في دوري الأبطال الآسيوي في ظل وجود فرق كبيرة ومتمرسة فيه مثل الهلال والاتحاد؟ إذا كان الهلال كبيراً وكذلك الاتحاد، فالأهلي كبير برجالاته أيضاً، ونحن نؤمن أنه إذا خدمنا الكرة ستخدمنا، وبقدر ما نعطي في التدريبات والمباريات وبقدر احترامنا الخصم سنحقق ما نصبو إليه. لم يكن أحد يتوقع أن يفوز الأهلي على الجزيرة وهو متأخر حتى الدقيقة 115، لكننا لم نيأس وحققنا التعادل في آخر 5 دقائق، وتفوقنا في الترجيح على أرض الخصم وبين جماهيره. ألا تشعر أنكم أضعتم بطولة دوري زين للمحترفين أمام الشباب؟ في الواقع ضاع منا الدوري بسبب مباراتين أمام الفتح 2/2 في الدور الأول و3/3 في الدور الثاني رغم تقدمنا فيها وخسارتنا أمام الاتحاد، وهذا درس يجب أن نستفيد منه حتى نحقق دوري الموسم المقبل، والحمدلله أننا استطعنا أن نعوض بكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. يقال إن الأهلي نافس على الدوري لأن الهلال والاتحاد لم يكونا في مستوياتهما المعروفة أو في "الفورمة"؟ الأهلي قدم مستويات جيدة بشهادة جميع النقاد، ولماذا لا يقال إن الهلال والاتحاد كانا ينافسان على الدوري لأن الأهلي كان في أسوأ حالاته.. هذا الكلام غير صحيح، وسنثبت جدارتنا في الموسم المقبل بإذن الله. هل كنتم حريصين على تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال حتى لا تودعوا الموسم دون بطولة؟ حققنا الكأس في الموسم الماضي، وأردنا الاحتفاظ بها، وحفزتنا خسارتنا للدوري لنحقق بطولة للنادي وجماهيره المحبة، واستطعنا كمجموعة متجانسة أن نحتفظ بالكأس ونبلغ دور الثمانية. برأيك ما هي العوامل التي أوصلت الأهلي إلى هذا المستوى الكبير؟ بداية هناك عامل نفسي يتمثل في فوزنا بكأس خادم الحرمين في العام الماضي، فقد كان حافزاً كبيراً لنا لتقديم هذه المستويات في الموسم الحالي والمنافسة على البطولات والاحتفاظ بالكأس الغالية. الروح كانت موجودة والمجموعة هي نفسها تقريباً، لكن كنا نحتاج إلى بطولة فقط، وعندما تحققت أصبح الأهلي فريقاً مغايراً، ونحن كلاعبين بنينا ثقافة الفوز بأنفسنا في دواخلنا وهذا أمر مهم، إضافة لوقفة رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن عبدالله مع كل لاعب في الفريق، وكنا نتمنى أن نهديه الدوري، ولكن كل من في النادي يدرك أننا قدمنا مستوى مرضيا ونعد بالتعويض في الموسم المقبل، كما أن وجود العماني عماد الحوسني والرباعي فيكتور وكماتشو وبالومينو والحوسني صنع الفارق، ولا يفوتني أن أنوه بوقفة الإدارة التي لم تتوان في تقديم العمل الجبار والحوافز المادية والمعنوية برئاسة الأمير فهد بن خالد وأعضاء الشرف الأمير بدر بن عبدالله وفيصل بن خالد والجمهور الوفي الذي أشكره من كل قلبي على مساندته لنا في كل مباراة.