الجلاجل: جهود القطاع الصحي أسهمت في إنقاذ حياة 75 ألف فرد    ولي عهد البحرين يغادر الرياض    ولي العهد يؤدي صلاة الميت على الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز    العالمي والقلعة في رحلتين محفوفتين بالمخاطر    نيوم يتغلّب على الجندل بهدف ويتصدّر دوري يلو لأندية الدرجة الأولى    رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية: لحظة تاريخية ل «لإنتربول» بإنشاء المكتب الإقليمي في المملكة    جبر الخواطر    رحل الأمير الأنيق    بعد زيارته إلى غزة.. مبعوث ترمب يلتقي نتنياهو    حريري يتطلع لتكرار تفوقه    الشرع بعد تنصيبه رئيساً انتقالياً لسورية: مهمتنا ثقيلة    الأسواق تترقب اجتماع «الفيدرالي».. و«ستاندرد آند بورز» و«ناسداك» يتراجعان    إعلان أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام للعام 2025    «ألتيريكس» تسخر حلولها التحويلية لتحليلات المؤسسات لتعزيز نمو الذكاء الاصطناعي التوليدي في الشرق الأوسط    السفير الحصيني يستقبل اليماحي    أمير المدينة يرعى انطلاق مهرجان الزهور وحفل تخريج كليات الهيئة الملكية بينبع    تصعيد إسرائيلي مستمر ورفض عربي قاطع للتهجير    ختام المسرح المدرسي بجازان    توثيق عالمي للبن السعودي في اليونسكو    بتكلفة تجاوزت 4,7 مليار.. أمير جازان يُدشّن ويضع حجر الأساس ل 73 مشروعاً    ملك البحرين يستقبل وزير الإعلام    مفيز: تجربة السعودية نموذجية في تطوير الكوادر البشرية    الهلال على موعد مع محترف فئة «A»    القبض على مخالف لتهريبه 11.5 كيلوجراماً من الحشيش و197,700 قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    أمير نجران يستقبل مدير فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر    محافظ محايل يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    ولي العهد يؤدي صلاة الميت على الأمير محمد بن فهد    قبائل الريث تعزي الأمير عبدالعزيز بن فهد في وفاة الأمير محمد بن فهد    تاكر كارسلون: السعوديون يفضلون استكشاف سياحة بلدهم    التعاون يواجه الوكرة في ثمن نهائي «الآسيوية»    أمير حائل يناقش خطط القيادات الامنية    مدير تعليم عفيف يرعى حغل تعليم عفيف باليوم الدولي    "مستشفى البكيرية العام" يطلق فعالية المشي "امش 30 "    "التخصصي" يوقع اتفاقية تعاون مع الهيئة الملكية بينبع لتسهيل الوصول للرعاية الصحية المتخصصة    متمردو حركة 23 مارس يعززون سيطرتهم على مدينة جوما في الكونجو    مفتي عام المملكة للطلاب: احذروا من الخوض بمواقع التواصل وتسلحوا بالعلم الشرعي    المملكة ترأس أعمال لجنة تطوير آلية عمل المؤتمر العام لمنظمة "الألكسو"    وصول الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة عشرة لمساعدة الشعب السوري التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة    روسيا: مؤامرة اغتيال بوتين هي الطريق المباشر نحو الحرب النووية    "فريق فعاليات المجتمع التطوعي" ينظم مبادرات متميزة لتعزيز قيم العمل التطوعي الإنساني    تعليم مكة يعزز الولاء الوطني ببرنامج "جسور التواصل"    أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق    الزميل محمد الرشيدي يفجع بوفاة شقيقه    «شوريون» ينتقدون تقرير جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل    5 مفاتيح للحياة الصحية بعد ال60    أهالي الشرقية ينعون الأمير محمد بن فهد    رجال الأمن والجمارك.. جهود وتضحيات لحفظ الأمن الاجتماعي    وفاة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود    بختام الدور الأول من دوري روشن.. صراع الهلال والاتحاد متواصل رغم الخسارة الثانية    تخريج الدفعة (105) من طلبة كلية الملك فيصل الجوية    سلامة الغذاء    «برنامج أنتمي».. نموذج للابتكار في مختبر التاريخ الوطني    الكتابة والحزن    ما هو تعريف القسوة    فلكيا: الجمعة 31 يناير غرة شهر شعبان    سير ذاتية لنساء مجنونات    «الغرس الثقافي» للصورة الإعلامية!    أمير المدينة يرعى حفل إطلاق مشروع درب الهجرة النبوية وتجربة "على خطاه"    









الطريق إلى رفع الحُجُب
نشر في الوطن يوم 19 - 04 - 2019

يتردّد بين العامة، وخصوصا في دولة مصر الشقيقة قولُهم: فلان مرفوع عنه الحجاب، وسأتوقف هنا وقفة فلسفية قصيرة مع أقوال العامة، إذ تأتي هذه الأقوال كخلاصة تجارب حياتية طويلة، ممزوجة بالألم تارةً وبالنكتة تارةً أخرى، وكأنها زبدة المواقف، وحصيلة المعرفة لكبار وكبيرات السن، وكثيرا ما تجاوزوا في بديع أقوالهم وعُمق حكمتهم ما يسطّره أساتذة وأكاديميون، قضوا شطرًا من حياتهم في أروقة الجامعات، وقرؤوا أمهات الكتب، وكتبوا البحوث الطويلة.
أعود لما بدأت به هذه السطور؛ ما حقيقة القول بأن فلانا مرفوعة عنه الحُجُب؟ يبدو أن الأمر لا يخلو مِن مبالغة نفسية في أحوال كثيرة، فلا يعلمُ الغيبَ إلا الله عز وجل، ووصْف فلان بهذا الوصف يُستخدم تعبيرا عن امتلاكه استجلاء للمواقف وصيرورة الأحداث، فهو قارئ جيّد للأحداث الصغيرة والكبيرة، ورابط منطقي ماهر بينها، مهما تباعد حدوثها في الزمان والمكان، ولتكرار نجاحه في استجلاء المواقف واستبصار مآلاتها اعتقَد من يعرفه رفع الحجاب عنه بشكل تام.
السؤال المنطقي هنا: كيف يمتلك هؤلاء البشر قدرات خاصة في استجلاء الأمور؟، تأتي المعرفة كأول الأسباب نحو الجلاء والتجلي عند أحدهم، فلو نظرنا إلى شخصية هذا الإنسان لوجدناه من المتلهفين للمعرفة، معرفته لنفسه ضعفا وقوة، ومعرفته لنواميس الكون، وقبل ذلك كله معرفته لله تعالى خالق هذا الكون وواضع نواميسه، وما أجمل ما قرأت ذات زمن: ‏سئل أحد العارفين: هل الطريق إلى الله طويل لأقطعه؟ فأجاب: بل هو حجاب عن قلبك ترفعه.
لا تكمن المعرفة بين دفات الكتب، وأقوال الأقدمين، وحكمتهم وتجاربهم فقط، فثمة معرفة أصفها بالمعرفة الواقعية، لا يمكن اكتسابها إلا بمعاشرة الناس، والانطلاق في مناكب الأرض تحصيلاً لرزق ونوالاً لمعرفة، وفي هذا رد على مَن اختاروا العزلةَ الدائمة، مهما كانت مبرراتهم حقيقة أو وهما، فإن ما نجنيه من مخالطة المجتمع بجميع مشاربه، ونستقيه من مناهل الحياة باختلاف ظروفها وأهلها أكثر بكثير مما يقطره علينا صنبور العزلة.
ثم تأتي الحكمةُ كسبب ثان لامتلاك قدرة استبصار الأمور وجلائها أمام الفرد، والحكمة هِبة إلهية في المقام الأول، يقول الله تعالى: ﴿ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا﴾، هكذا يصف الله عز وجل مَن ظفر بالحكمة، بأنه قد حاز الخير الكثير، وهي بالتالي سبيل إلى خير أكثر يحصله الإنسان، ومفتاحٌ ثمين لما استغلَق من الأبواب، وإذا كان معنى الحكمة: وضع الأمور في مواضعها الصحيحة كما تقول العرب؛ فإن جلاء البصر والبصيرة يتبع الحكمةَ حيثما كانت، كشخصٍ يتبعه ظِله أينما مشى.
لا يمكن أن نصادفَ إنسانا ذا جلاء في الرؤية وهو يراكم بنفسه على نفسه الحُجُبَ فوق بعضها؛ فيعتقد بتقديس أشخاص، أو أفكار، ويتوهم أن ما يقدسه الحق المطلق، الذي لا يتسرب إليه الشك، بينما هو، في الواقع، يملأ جمجمته بأوهام لا حقيقة لها، ويمشي في طريق يأخذه إلى اللاهدف، ينزف من عمره سنينا وخسائرَ لا حد لها.
يا رفيق الحرف، ليس ضربا مِن ضروب المعجزة أن ترتفعَ عنك الحُجُب المانعة لإبصار الحقيقة، وتزيح عنك ظلماتِ الجهل، وتستضيء بأنوار العِلم والإيمان، وتصبحَ ذا بصيرة نافذة، ونظرة ثاقبة، ستصلُ إلى ذلك إنْ شقَقْتَ لخطواتِك طريقًا وارفا بالمعرفة والحكمة والتأمل في سُنن الله عز وجل في الكون، واصطحبت في طريقك مراجعةً دائمة، ومحاسَبة ذاتية منصِفة فيما تأتي وتذر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.