أشاد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو بعمق العلاقات القوية والتاريخية المتينة بين البلدين الشقيقين مصر والمملكة حكومة وشعباً واصفا هذه العلاقات بأنها قادرة على تخطي أي مشكلات قد تعكر صفو الانسجام في علاقات الأخوة المتميزة. وعبّر خلال اللقاء الإعلامي الذي عقده اليوم بمقر القنصلية العامة لجمهورية مصر العربية بجدة عن سعادته بوجوده في بلده الثاني المملكة العربية السعودية التي تربطه بها ذكريات جميلة إبّان إقامته فيها سابقاً. وأكد معاليه أن لقاءه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل اليوم كان مثمراً وإيجابيا حيث تبادلا خلال اللقاء وجهات النظر سواء فيما يخص العلاقات الثنائية بين البلدين أو المسائل الإقليمية التي تتطابق فيها الرؤى بين المملكة ومصر كما استعرضا أوضاع الجالية المصرية في المملكة وبحثا آخر مستجدات القضية الفلسطينية والصراع الإسرائيلي وأبعاد السياسة الاستيطانية الإسرائيلية. ولفت الانتباه إلى أنه خلال لقائه الأمير سعود الفيصل قدّم الشكر للمملكة حكومة وشعباً لدعمها مصر خلال الفترة الانتخابية مبيّنا أن هذا الدعم قد أسفر عن إنجاح الحملة الانتخابية وسيرها إلى بر الأمان مؤكدا وجود 160 ألف ناخب مصري يعيشون بالمملكة في أمان واطمئنان أسهموا بشكل كبير في إنجاح سير العملية الانتخابية في البلاد. وحول مستقبل الاستثمارات في مصر وخاصة فيما يتعلق منها بالجانب السعودي بين عمرو أن عمق العلاقات المصرية السعودية أقوى من محاولة البعض إثارة القلاقل والفتن بين البلدين, منوها بقوة الاستثمار السعودي ودوره الفاعل في دعم الاقتصاد المصري بمختلف الطرق موضّحا إقبال عدد من الدول في آسيا على وجه الخصوص في الفترة الأخيرة لزيادة استثماراتها في جمهورية مصر العربية وبالأخص الشركات اليابانية العملاقة. وحول الموقف المصري تجاه الوضع السوري أكدّ عمرو أن موقف مصر كان واضحاً ومحدّداً منذ البداية ويتمثل في رفضها العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه مبيّنا أن الحل يكمن في الحوار والاستجابة لحقوق الشعب المشروعة ورفض مصر لأي تدخل خارجي وضرورة أن يأتي الحل في إطار عربي واصفا سوريا بأنها بلد عربي متعدد النسيج والطوائف. ودعا وزير الخارجية المصري المعارضة السورية إلى ضرورة توحيد جهودها في الداخل والخارج وإعطاء مزيد من المصداقية, مؤكداً دعم مصر الكامل لخطة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان, متمنيا أن تسفر عن وقف إراقة الدماء السورية وسفكها داعيا في الوقت نفسه إلى إعطاء الخطة مزيدا من الوقت لتحقيق النجاح خاصة بعد توفر الإمكانات ووجود المراقبين الدوليين هناك. وحول الخوف من تغلغل إيراني محتمل في مصر قال: إن مصر حريصة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة وتعدّ أيضاً التدخل في شؤونها أمرا غير مقبول. وفيما يتعلق بالانفلات الإعلامي لبعض القنوات الفضائية وبعض وسائل الإعلام غير الرسمية في مصر تجاه المملكة ناشد وزير الخارجية المصري تلك الوسائل التزام الحوار العقلاني وتغليب المنطق على العاطفة. ونفى أي شبهة للتزوير في الانتخابات سواء التي جرت في السفارة المصرية في الرياض أو في القنصلية المصرية في جدة واصفا التجربة الانتخابية بالناجحة رغم أنها تطبق لأول مرة واعداً بدراسة السلبيات والإيجابيات لضمان نجاحها في حال تكرارها. حضر اللقاء مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية محمد مصطفى كمال وسفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة محمود عوف والقنصل العام المصري بجدة السفير علي العشيري.