CNN)-- أثار انتشار العديد من المدونات على شبكة الإنترنت، والتي يُصنفها خبراء الإعلام على أنها نوع مما أصبح يُعرف ب"الصحافة الاجتماعية"، كثيراً من التساؤلات حول مستقبل وسائل الإعلام التقليدية، خصوصاً الرسمية منها، في ضوء ما يتمتع به المدونون من قدرات على تجاوز الخطوط الحمراء، و"تعرية" الواقع المرير الذي تعانيه كثير من الدول العربية، والذي عادةً ما تتجاهله وسائل الإعلام التقليدية أو تحاول تجميله. كما أن قدرة "الإعلام الاجتماعي" على سرعة الوصول إلى مواقع الأحداث، والتي غالباً ما يكون المدونون جزءاً منها، ونقل المعلومات إلى القارئ في أي وقت وفي أي مكان، قد فرض العديد من التحديات على وسائل الإعلام التقليدية، بل أصبح يهدد وجودها، إلا أن بعضاً من تلك الوسائل بدأ ينتبه إلى ذلك الصراع مؤخراً. وفي محاولة للإجابة على التساؤلات التي يطرحها "الصراع" بين المدونين والقائمين على وسائل الإعلام التقليدية، استطلعت CNN بالعربية آراء عدد من العاملين في الوسيلتين. الإعلامي المصري شريف عامر، قال إن الصحافة الإلكترونية لا يمكن إغفالها، خصوصاً وأنها استطاعت أن تشق طريقها بقوة، كما أنها أصبحت مصدراً معلوماتياً للكثير من وسائل الإعلام الأخرى. أما المدون الكويتي، داهم القحطاني، فقد شن هجوماً حاداً على وسائل الإعلام الرسمية العربية، وقال: "الإعلام الرسمي ليس لديه من الأساس بساط لتسحبه الصحافة الاجتماعية من تحت أقدامه"، كما وصفه بأنه "إعلام متخلف بكل المقاييس، لا يستطيع أن يدير لا الإعلام ولا الوسائل الإعلامية." من جانبه، أكد وزير الإعلام الكويتي الأسبق، سعد بن طفلة العجمي، وهو أيضاَ ناشر لإحدى الصحف بالكويت، أن مستقبل الإعلام هو في الوسائل الإلكترونية، مشيراً إلى أن الصحف المطبوعة بدأت تتلاشى، وأضاف: "مزاج الأجيال القادمة رقمي، وليس مزاج ورقي." كما أقر الإعلامي المصري أحمد المسلماني، بوجود منافسة تصل إلى حد الصراع بين الصحافة الاجتماعية ووسائل الإعلام التقليدية، فقد أكد على صعوبة التكهن بالنتيجة. بينما اعتبرت الإعلامية ياسمين عبد الله، الرئيس التنفيذي لإحدى محطات التلفزيون المستقلة في مصر، أن هذا الصراع "ليس له وجود." أما المدونة والصحفية الأردنية المقيمة بالإمارات، سحر حمزة، عضو الهيئة الإدارية للعلاقات العربية والدولية باتحاد المدونين العرب (تحت التأسيس)، فقالت إن "التدوين سوف يأخذ اعتباره مع الأيام"، مشيرةً إلى أن "الإعلام العربي يعاني من كثرة القيود المفروضة عليه." ويشير مراقبون كذلك إلى قضية أخرى أساسية في التدوين، وهي المستوى الثقافي والسياسي والفكري لهؤلاء المدونين، فبعضهم لا يتمتع بالمستوى المطلوب لأن يصبحوا "صحفيين" جيدين، ذلك لأن نسبة لا بأس بها منهم دخلوا هذا المجال لكونهم يجيدون التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت.