رأت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية أن زيارة الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إلى سورية مثلت خطوة أخرى خطتها روسيا نحو تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط. وجاء في أحد المقالات التي نشرت في جيروزالم بوست: أفهمت روسيا باقي العالم من خلال زيارة الوفد الروسي الكبير إلى سورية أن سورية كانت وستظل شريكاً إستراتيجياً لها. وسيحثّ الدعم الروسي، حتى إذا كان محدود الفعالية، سورية وحليفها الإيراني على اتخاذ موقف متشدد حيال الغرب عامة وأمريكا خاصة. وثمة خطورة في أن تدخل روسيا في تعاون مع التحالف الإسلامي المتشدد المتكون من إيران وسورية وتركيا، فالغرب سيصبح في هذه الحالة في وضع إستراتيجي سيئ. والأكثر خطورة هو أن روسيا تطمح لتكبير دورها في الشرق الأوسط كمنافس للولايات المتحدة. ويستدل من الدعوة التي وجهها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مناشدا الولاياتالمتحدة الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية الجانب ضد إيران أن لافروف يسعى إلى تحديد الضغط الأمريكي وكأنه محامٍ يدافع عن إيران ويقيد يد أمريكا. ويمكن القول إن روسيا تنصب فخاً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وفي العالم كله. ويدل على ذلك ما قاله لافروف من أنه يوجد في واشنطن أناس يعتقدون أن القانون الدولي لا يتغلب على القانون الأمريكي، أي أن لافروف بصدد وضع مبدأ أو قاعدة قانونية جديدة تجعل الأممالمتحدة حكومة عالمية وتجرد الولاياتالمتحدة من حق التصرف على هواها. وعلى إدارة أوباما أن تسارع إلى رفض هذا المبدأ الذي ينبذ تفرد الولاياتالمتحدة بصدارة الساحة الدولية.