أنا لي زوجة واحدة وثلاث خليلات. وعلى حدِّ علمي، فإن وجود العشيقات هو أمر غير محرَّم لا في فرنسا، ولا في الإسلام. وإن كان من الممكن تجريد المرء من جنسيته الفرنسية لأن له خليلات، فسيفقد الكثير من الفرنسيين جنسياتهم." هكذا دافع الياس حبَّاج، وهو مسلم فرنسي من أصل جزائري، عن نفسه في مؤتمر صحفي عقده مع محاميه الفرنسي، فرانك بوزيك، في مدينة نانت التي يقطنها في غرب البلاد، وذلك إثر اكتشاف أمر زواجه من أربع نساء، في خرق للقانون الفرنسي. الحكاية بدأت يوم الجمعة الماضي عندما تقدَّمت إحدى زوجات حبَّاج بشكوى إلى السلطات الفرنسية المختصة تتذمر فيها من غرامة فُرضت بحقها بسبب قيادتها لسيارتها وهي ترتدي النقاب، بدعوى أن ذلك يعرِّضها والآخرين إلى المخاطر "لأن النقاب يمنعها من الرؤية الواضحة أثناء القيادة". لكن الشكوى وما أفضت إليه لاحقا من "انفضاح" أمر زواج حبَّاج من أربع نساء، تحولت إلى قضية رأي عام في البلاد، ناهيك عن اتهام حبَّاج بتعدد الزوجات ومواجهته الآن احتمال تجريده من جوازه الفرنسي بسبب خرقه للقانون. لا بل أن القضية أضحت مثار تجاذب سياسي في فرنسا، إذ اتهمت أحزاب المعارضة الحكومة باستغلال قصة حبَّاج، وهو جزَّار (لحَّام) مولود في الجزائر وحاصل على الجنسية الفرنسية منذ زواجه من فرنسية عام 1999، وذلك بغرض تمرير خطة الرئيس ساركوزي لمنع ارتداء البرقع ودمج المهاجرين أكثر في المجتمع . .أما اتِّخاذ الخليلات، فليس من الأمور غير المألوفة في فرنسا، حيث كان الرئيس السابق فرانسوا ميتران قد أخفى لسنوات عدة أن له أسرة ثانية. وكان حبَّاج قد تزوج من النساء الثلاث الأخريات وفقا للشريعة الإسلامية، إذ عقد قرانه عليهن أئمة مسلمون إما في الجزائر أو في فرنسا. وتعليقا على ذلك النوع من الزيجات، قال رباح حاشد، وهو محام يعمل في العاصمة الفرنسية باريس ومختص بقضايا الهجرة: "اقتران الأشخاص ببعضهم بمثل تلك الطرق لا يُعتبر زواجا حسب القانون الفرنسي". من جهته، رأى الادعاء العام الفرنسي أن القانون قد يكون في هذه الحالة لصالح حبَّاج الذي قد تُعتبر ثلاث من زيجاته "مجرَّد مزاعم".وأضاف حاشد قائلا: "ليس من المحرَّم أن يكون لديك عشيقات."