أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريراً ملفتاً،قالت فيه إنها سجلت ارتفاعاً في مستوى العداء لليهود حول العالم وتزايداً في ظاهرة "معاداة الساميّة" التي تعكس مشاعر الكراهية تجاههم من خلال أعمال العنف والتمييز. وعدد التقرير دولاً قال إن قادتها وحكوماتها تساعد على ترويج "العداء للسامية" بين شعوبها وفي العالم، وحلت في المقدمة سوريا ومصر والمملكة العربية السعودية وإيران، دون أن يستثني التقرير الأممالمتحدة التي انتقدها على المطالبة الدائمة بإجراء تحقيقات حول الاعتداءات المنسوبة لإسرائيل. وحمل التقرير عنوان "ظاهرة معاداة السامية العالمية المعاصرة،" وقد قدمته الوزارة إلى الكونغرس الخميس، مع إهداء إلى السيناتور الراحل، توم لانتوس، وهو يهودي ينتمي إلى الحزب الجمهوري، كان أحد الناجين من "الهولوكوست" في الحقبة النازية خلال الحرب العالمية الثانية. وعددت الخارجية الأمريكية في تقريرها مجموعة من الحوادث التي اعتبرتها دليلاً على ما اتجهت إليه من استنتاجات، فذكرت ب"حوادث الاعتداء الجسدي التي تعرض لها اليهود مؤخراً وتدمير ممتلكاتهم ومقابرهم وإنكار حصول الهولوكوست وانتشار معاداة الصهيونية." وأضاف التقرير: "خلال العقد الأخير، سجلت السفارات الأمريكية حول العالم تزايداً في مظاهر العداء للسامية، حيث تعرض اليهود لهجمات ودمرت ممتلكاتهم ومؤسساتهم ومراكزهم الدينية." كما فرّق بين ما قال إنها معاداة "تقليدية" و"جديدة" للسامية، مشيراً إلى تبني هذه الظاهرة من قبل بعض الحكومات حول العالم وعدد من وسائل الإعلام الخاصة حيث يتم بث "نظريات المؤامرة والعداء العرقي ضد اليهود عبر قنوات التلفزة ومواقع الإنترنت." ولفتت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن بعض الأفكار الجديدة المعادية للسامية بدأت بالانتشار في الغرب، رغم أن معظم الغربيين يرفضون الأيديولوجيات المعادية تاريخياً لليهود، مثل النازية، وإن كانت بعض الكتب التي تتناول هذا الأفكار مثل "برتوكولات حكماء صهيون" ومذكرات الزعيم النازي الألماني، أدولف هتلر التي تحمل عنوان "كفاحي" ما تزال تشهد رواجاً ملحوظاً. وتابع التقرير بأن الأبحاث رصدت مظاهر جديدة من "العداء للسامية" تنتشر في أوساط العرب والمسلمين في الشرق الأوسط وأوروبا، وتتمثل في إطلاق "أكاذيب" تظهر إسرائيل "بمظهر شيطاني" وتشبه نظامها بالنظام النازي و"تعيد الأخطاء التي يرتكبها إلى هويته اليهودية." ولفت إلى أن هذه الظاهرة، وإن كانت واسعة الانتشار بين المسلمين والعرب، إلا أنها لا تقتصر عليهم، بل يمكن ملاحظتها في أماكن أخرى من العالم. ولم تنج الأممالمتحدة نفسها من انتقادات التقرير الأمريكي الذي ندد بمطالبة مختلف هيئات الأممالمتحدة بإجراء تحقيقات حول وجود اعتداءات دموية وانتهاكات متنوعة لحقوق الإنسان منسوبة لإسرائيل. وقال التقرير: "تتضافر عمليات توجيه الانتقاد إلى إسرائيل مع نقص في مراقبة الأنظمة المسؤولة عن عمليات تدنيس المقابر (اليهودية) في نشر اعتقاد واسع بأن الدول اليهودية هي إحدى أبرز المسؤولين عن التعدي على حقوق الآخرين، إن لم تكن أبرزهم على الإطلاق، وبهذا تساهم - عن قصد أو دون قصد - في تشجيع معاداة السامية." كما نبه إلى تزايد استخدام الشعارات المعادية لليهودية حول العالم بعد المعارك التي خاضتها إسرائيل مع حزب الله اللبناني في صيف العام 2006، داعياً منتقدي إسرائيل إلى معرفة تأثير مواقفهم على أوضاع اليهود حول العالم، وإن كان حقهم بإبداء "انتقادات معقولة" لها أسوة بسائر دول العالم يبقى قائماً.