رقاقات الثلج القطنية ذات اللون الأبيض الوديع، لم تعد وديعة بعد اليوم، فبعض هذه الرقاقات تحمل مفاجئة بداخلها، ألا وهي البكتيريا. ووفقاً لخبراء بالأحوال الجوية فإن عملية تكوين الثلج والمطر تتم تحت درجات حرارة باردة جداً في السماء، وفي الأغلب فإن الرطوبة تحتاج إلى جسم تلتصق به حتى تتم عملية التكثيف ويتكون الثلج أو المطر. وتبين من خلال دراسة علمية، تم الكشف عنها حديثاً، أن كمية وافرة من هذه الأجسام أو الجزيئات هي عبارة عن بكتيريا ضارة بالنباتات، وفقاً لما نقلت أسوشيتد برس. وقام الباحث بقسم علوم الأحياء في جامعة ولاية لويزيانا الأمريكية، برينت كريستنر، برفقة عدد من زملائه، بدراسة تكوين حبيبات ثلجية تساقطت في كل من القارة القطبية الجنوبية، وفرنسا، ومونتانا، واليوكون، التابعة إلى كندا. وقد كشفت الدراسة، التي نشرت نتائجها في نسخة الجمعة من مجلة Science، أن أكثر من 85 في المائة من نواة الحبيبات الثلجية كانت من البكتيريا. وتعليقاً على ما أظهرته نتائج الدراسة، قال كريستنر أن البكتيريا كانت أكثر انتشاراً في فرنسا، ثم في مونتانا، ثم اليوكون، لكنها تواجدت بنسب قليلة في القارة القطبية الجنوبية. وقد بينت الدراسة أيضاً أن البكتيريا الأكثر شيوعاً في الحبيبات الثلجية هي من نوع pseudomonas syringae، وهي بكتيريا تسبب المرض لعدد من النباتات من ضمنها الطماطم والبقول. و لا تعتبر حبيبات الثلج فقط هي المضيفة الوحيدة لهذا النوع من البكتيريا، فقد كشفت الدراسة أيضاً عن وجود هذا النوع من البكتيريا في أمطار لويزيانا الصيفية. وأضاف كرسيتنر قائلاً: " لقد كنا في السابق نعمل جاهدين لقتل هذا النوع من البكتيريا، لكن الآن وبعد أن تبين أهميته في إمداد الأرض بالثلج والمطر، فمن الصعب محاولة التخلص منه." وتابع: "لكننا نبحث الآن عن إمكانية استبدال هذا النوع من البكتيريا بالغبار مثلاً، لكني لا أزال في حيرة إن كانت هذه البكتيريا ضارة أم نافعة." واستطرد قائلاً: "لكن من الممكن أن نقوم بإضافة هذا النوع من البكتيريا إلى المحاصيل وزراعتها في الأماكن الجافة، وبذلك فإننا سنزيد من نسبة بكتيريا pseudomonas في الجو، وبالتالي مزيداً من الأمطار في الأماكن الجافة." وقد تعددت آراء العلماء حول الدراسة التي قام بها كريستنر وزملاؤه، لكن أكثرهم لم يفاجأ بوجود هذا النوع من البكتيريا داخل رقاقات الثلج، حيث وصفتها الباحثة البيولوجية في جامعة Queen في كينغستون، بكندا، فيرجينيا والكر، بأنها "من أروع أنواع البكتيريا على الإطلاق، ومن الممكن أن تجدها في كل مكان." وقد نشرت صحيفة Science لاحقاً عبر موقعها الالكتروني، تقارير مجموعة من الباحثين، تثبت بأن الغبار عامل مؤثر أيضاً في العوامل المناخية، حيث أنه يعمل كنواة لتشكيل حبيبات المطر وحاجباً لأشعة الشمس، بالإضافة إلى أنه يعمل على نقل المعادن المختلفة كالحديد، والتي بدورها تساعد في زيادة نمو الكائنات الحية المجهرية في المحيطات.