القاهرة (CNN)-- يبدو أن تداعيات أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان، التي بدأت قبل نحو ستة شهور، لن تقتصر فقط على أطرافها، بل يمكن أن تمتد لتنعكس على آليات العمل العربي المشترك، وعلى رأسها اجتماع القمة المرتقب أواخر مارس/ آذار ، بالعاصمة السورية دمشق. بل أن مكان انعقاد القمة العربية لهذا العام، قد يمثل في حد ذاته أحد عوامل خروج الاجتماع المرتقب للقادة العرب بنتائج لا تقدم جديداً، خاصة في ضوء تقارير تشير إلى أن مستوى تمثيل الدول العربية في قمة دمشق، قد يكون دون ما يتوقعه العديد من المراقبين. وفيما شدد الأمين العام الجامعة الدول العربية، عمرو موسى، على ضرورة الحرص على عقد القمة في موعدها سنوياً، فقد أكدت مصادر مطلعة بالجامعة، في تصريحات لCNN بالعربية، أن كل من المملكة العربية السعودية ولبنان، لم يتسلما حتى الآن دعوة رسمية من جانب الحكومة السورية لحضور القمة. ونبه موسى إلى خطورة الأوضاع العربية الراهنة، مؤكداً على أهمية دورية انعقاد القمة العربية في موعدها، وفقاً لما نص عليه ميثاق الجامعة، مشدداً على حرص الجامعة والدول الأعضاء على الحفاظ على آلية انعقاد القمة دورياً. كما جدد موسى تنبيهه إلى خطورة الموقف في لبنان، وخطورة انعكاسات ما يحدث فيه على الوضع العربي عموماً، وقال إن "الخطر الذي تنذر به الأوضاع اللبنانية بات مقلقاً للغاية." وأعتبر أن "لبنان هو مجسم صغير لكل ما هو موجود في المنطقة، ويمكن استغلاله في مختلف أنحاء الوطن العربي." ومن المتوقع، بحسب مصادر دبلوماسية تحدثت مع CNN بالعربية، وطلبت عدم الكشف عن هويتها، أن يقوم الأمين العام للجامعة العربية بزيارة إلى دمشق مطلع الأسبوع المقبل، للتشاور حول الترتيبات المتعلقة بانعقاد القمة العربية، والمقترحات الخاصة بمشروع جدول الأعمال. كما ذكرت مصادر دبلوماسية بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة، أن اتصالات تجرى مع دمشق، لتحديد موعد الزيارة، مشيرة إلى أن الأمين العام المساعد للشؤون السياسية، السفير أحمد بن حلي، موجود حالياً في دمشق، لإعداد ترتيبات القمة. في الغضون، أشارت المصادر إلى أنه مازالت هناك بعض الصعوبات التي تعترض توجيه الدعوات إلى بعض الدول خاصة السعودية ولبنان، فيما أشارت تقارير إلى أن الرياض ترفض حتى الآن تحديد موعد لاستقبال مبعوث سوري خاص لتسليم الدعوة الى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.