) -- الرسوم المتحركة ليست مجرد هواية، بل هي واجب تلتزم القيام به يوميا السعودية هناء حجار،.من خلال رسوماتها الكاريكاتورية، تنتقد حجار السياسات المحلية والعربية بشأن المساواة بين الجنسين، والأوضاع في الأراضي الفلسطينية، غير أنها تحذر من تجاوز الخطوط الحمراء. تقول حجار: "أحب رسم الكاريكاتير الذي يحض على التفكير والجدال، فهدفي هو دفع الناس إلى التفكير من دون تجاوز المحظورات." وبالنسبة لسيدة سعودية تتعاطى مع مثل هذه القضايا الحساسة داخل السعودية، يعتبر أمرا خارجا عن العادة. تقول حجار: "يعتقد السعوديون أن المرأة لا يمكنها البقاء طويلا في هذا المجال، على عكس الرجل الذي يقضي سنوات عمره في الإبداع والابتكار الكرتوني." وخلال السنوات الخمس الماضية، أثبت المجتمع السعودي قدرته على التغيير، خصوصا فيما يتعلق بالمرأة، حيث تشغل السعوديات مناصب مهمة في الاقتصاد، والإعلام، والحكومة. ورغم كل ذلك، يبقى التغير في المجتمع السعودي بطيئا، حيث أن هناك أصواتا لا تزال تعلو لوقف جميع أشكال التغيير، وكانت آخرها في سبتمبر/أيلول الماضي عند افتتاح جامعة جديدة مختلطة، ويسمح للنساء فيها بالقيادة داخل الحرم الجامعي. وتؤكد حجار أنها لم تشعر بأي نوع من الضغط من قبل الحكومة أو المجتمع خلال السنوات الخمس الماضية، وهي فترة عملها في صحيفة Arab News الناطقة بالإنجليزية، كما أنها لم تخضع لأي رقابة على ما تقوم برسمه. تقول حجار: "قارئو هذه الصحيفة هم في الغالب من الأجانب، أو السعوديون الذين ينتمون إلى الطبقة العليا في البلاد، وبالتالي لم أتلق أي ردود أفعال سلبية." وفي حال تم رفض أي كاريكاتير لهناء الحجار، فإنها تقوم بنشره على موقعها الإلكتروني الخاص على الإنترنت HanaHajjar.com. وشغف هناء بالرسم الكاريكاتيري بدأ في سن مبكرة، حيث بدأت برسم الكاريكاتير السياسي وعمرها 12 عاما، لتبدأ فيما بعد رحلة الإبداع والفن. تقول هناء: "اهتم والدي بالقراءة، وكان يواظب على تدوين الكتابات الساخرة، وشجعني على قراءة الصحف، والاطلاع على كل ما يجري من حولي." وتأمل هناء حجار اليوم أن تتمكن المرأة العربية من التعبير عن رأيها عبر الكاريكاتير، وتضيف: "عندما أتلق ردود أفعال من النساء، فإنني أتأكد حينها أن فكرتي وصلت، وأشعر بالرضا التام." وكانت هناء قد انتقلت من مرحلة الهواية إلى الحياة العملية عبر رسم كرتوني قدمته إلى إحدى المسابقات التي نظمتها بلدية المدينة، ولكنها لم تفز بسبب تأخرها في تقديم الطلب. ومن ثم بدأت بالعمل لدى صحيفة Arab Times، التي عرضت عليها وظيفتها الحالية.