رويترز) - قالت منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) ان سوريا التي خرجت من عزلتها التي فرضها الغرب وتسعى الى اتفاق سلام مع اسرائيل لا يمكنها ان تتوقع ان تعامل كعضو في المجتمع الدولي في الوقت الذي تسجن فيه تعسفيا مواطنيها. وجاء في بيان لوزارة الخارجية البريطانية "نأسف على اعتقال أجهزة الأمن السورية هيثم مالح المدافع البارز عن حقوق الانسان." وقال البيان الذي صدر يوم الاثنين "نحث السلطات السورية على الافراج عنه ... والسماح لمواطنيها بممارسة حقهم في حرية التعبير وحق التجمع دون خوف من العقوبات." وحصل مالح وهو قاض سابق على وسام جوزين الهولندي في عام 2006 لتشجيعه على الديمقراطية. ولم يتمكن من السفر لتسلم الجائزة التي تحمل اسم مقاتلي المقاومة الهولنديين لكونه ممنوعا من مغادرة سوريا. وقال أفراد من عائلته وأصدقاء ان ضباط الامن أخذوا مالح يوم الاربعاء الماضي الى جهة غير معلومة وانهم يحتجزونه منذ ذلك الحين دون ان يسمح له بأي اتصال خارجي. وأحال فرع الامن مالح الى محكمة عسكرية اليوم الثلاثاء من المقرر ان تستجوبه يوم الاربعاء. ولم توجه اليه اتهامات. وقبل اعتقاله صرح مالح لقناة تلفزيون سورية معارضة بأن "البلد تدار بواسطة أوامر وبلاغات وتعليمات. ليس في سوريا أي شخص على رأسه مظلة تحميه من عسف السلطة وعدوان الاجهزة الامنية." وقال "ان القانون لا يطبق الا على الضعيف في هذا البلد." وكتب مالح مرات عديدة الى الرئيس السوري بشار الاسد يطلب منه إنهاء حالة الطواريء التي فرضت عندما تولى حزب البعث السلطة في انقلاب عام 1963 وحظر المعارضة تماما. وأوضح الاسد مرارا انه يعطي أولوية للحفاظ على ما يصفه بالتناسق الوطني وعدم الترويج لإصلاحات سياسية خاصة وان البلاد مازالت في حالة حرب مع اسرائيل.