ظهرت مؤخرا أقراص تجريبية، يمكن أن تكبح جماح إنتاج الهرمون الذكري، الذي يغذي سرطان البروستات، مما سيؤدي إلى بطء في نمو الورم. هذا العامل الجديد المسمى Abiraterone، أدى إلى ضمور الأورام بنسبة 30 في المائة، أو ربما أكثر، لدى ما يعادل ربع المرضى، وعددهم 31 مريضا ممن استمر لديهم سرطان البروستات بالانتشار، رغم العلاج الهرموني النموذجي لمثل هذه الحالات، بينما في 35 حالة أخرى توقف نمو الورم تماما. ويقول الباحث تشارلز رايان، المختص في علم السرطان بجامعة كاليفورنيا - سان فرانسيسكو: "بعض المرضى مازالوا على قيد الحياة، ولم تظهر لديهم أي علامات لتطور الورم على مدى سنة كاملة بعد العلاج. وبدون الدواء الجديد لم تكن لتتجاوز فترة الحياة المتوقع لهم أن يعيشوها 3-4 شهور فقط." وقد لجأ الباحثون إلى معايرة مستوى PSA (وهو بروتين يسمى مستضد البروستات النوعي، يتم إفرازه من خلايا البروستات)، وذلك لتقييم فعالية دواء Abiraterone. ويذكر أن هيئة السرطان الوطنية لا تعتمد أي علاج جديد ما لم يحقق الPSA انخفاضا يساوي حوالي 50 بالمائة من نسبته في الدم مع استعماله. وبعد حوالي 12 أسبوعا من المعالجة، استطاع الدواء الجديد أن يخفض نسبة ال PSA، بمقدار 50 في المائة أو أكثر في حوالي 71 في المائة من المرضى. هذه الدراسة قدمها الدكتور رايان في اجتماع السرطانات النسائية البولية لعام 2009، وأثنت على نتائجها الجمعية الأمريكية لعلم الأورام ألسريري ( ASCO)، حيث قال المتحدث الرسمي باسمها: "إنه الدواء الأحدث والأكثر وعدا لعلاج سرطان البروستات مستقبلا، إذ يبدو أن لهذا العلاج الهرموني فعالية واضحة على الرجال، رغم أنهم عادة لا يستجيبون للعلاجات الهرمونية الأخرى." وأضاف: " وربما كان السبب أن آلية عمل هذا الدواء مختلفة، حيث يستهدف إنزيما محددا في الجسم يدعى CYP17، وهو ضروري لإنتاج الهرمون الذكري في الجسم." وتضمنت الدراسة الجديدة، عددا من المرضى الذين تم علاجهم إما جراحيا أو دوائيا، لمنع إنتاج التستسترون، ولم يخضع أي منهم للعلاج الكيماوي، وأعطي الدواء حبة واحدة يوميا دون أن تظهر أي تأثيرات جانبية. وقد ذكر رايان، أن هناك دراسة أخرى شملت مرضى خضعوا للعلاج الكيماوي، وكانت نتائج استخدام الدواء لديهم مماثلة تقريبا. وقد صرح مسؤولون في شركة cougar biosiences المنتجة لهذا الدواء، أن هناك خطة لإجراء دراسات أخرى على هذا العلاج للتأكد من استمرار نجاح النتائج، كي يتم بعدها التقدم إلى منظمة الغذاء والدواء الأمريكية بطلب السماح باستخدام هذا الدواء بشكل رسمي، ولكن على ما يبدو هذا الأمر سيحتاج إلى بضعة سنين حسب تقدير الأطباء.