أنطبق المثل "أعطني عمراً واقذفني في البحر" على رضيعة تركية قذفها والداها من الطابق الرابع بعد أن تعرض المبنى الذي يسكنون فيه للحريق، وأودى بحياة تسعة أشخاص، من بينهم خمسة أطفال. وأثمر القرار السريع الذي أتخذه الوالدان المرتعبان، فيما تحاصرهما ألسنة اللهب.. إذ تلقفت أيدي رجال الشرطة الألمانية الطفلة "أونور" تسعة أشهر)، بعد هبوطها الطوابق الأربع بسلام، نقلاً عن الأسوشيتد برس. وقالت الناطقة باسم الشرطة، إن زميلها الذي التقط "أونور"، وقع أرضاً عقب الإمساك بها، وأصيب في رأسه. والتقطت العديد من عدسات الكاميرات صورة "القفزة الحرة" لأونور، بعد أن قذف بها والداها من النافذة، وسط ترقب ومتابعة المحاصرين بين ألسنة اللهب والدخان الكثيف في المبنى، الذي يقطنه مهاجرون أتراك. وأضطر محاصرون إلى القفز من المبنى المحترق للنجاة بأرواحهم، فيما شكل البعض الآخر بأجسادهم سلالم بشرية لإنقاذ المحاصرين بالداخل، بعد أن أتت النيران على درجات المبنى. وقالت مصادر أمنية إن بعض الذين قفزوا من المبنى فشلوا في السقوط داخل الشباك التي نشرتها فرق الإنقاذ لهذا الغرض. وذكر قائد قوة شرطة المنطقة، وولفغانغ فروم، أن "بشاعة المشهد دفعت بالعديد من قوى الأمن التي استدعيت هناك، للتفكير في اعتزال الوظيفة." وأشارت جهات مختصة إلى أن المحققين عجزوا عن دخول المبنى تحسباً من انهياره، فيما لم تستبعد أخرى العثور على مزيد من جثث الضحايا بداخله. وأوضحت السلطات الألمانية أن المبنى مصرح لإقامة عائلتين تركيتين يتكون مجموع السكان فيه 24 شخصاً. إلا أنه لم يتضح عدد الأشخاص الذين كانوا بداخله ساعة وقوع الحريق. هذا وقد أعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن بالغ قلقه من الحادث، الذي يشتبه بأنه مدبر، عقب شهادة طفلة صغيرة بمشاهد أحد الأشخاص وهو يضرم الحريق في المبنى. وقال أردوغان إن مسؤولاً حكومياً بجانب طاقم من الشرطة التركية سيزور مسرح الحريق للإطلاع على تفاصيل الحادث.