(شينخوا) ينشط في بعض المدن التجارية الساحلية المزدهرة بشرق الصين وجنوبها في هذه الأعوام مجموعة من المسلمين القادمين من شمال غرب البلاد بصفتهم مترجمين باللغة العربية كجسر لغوي يربط بين التجار المحليين ورجال الأعمال العرب. و قال سو قوه بين ، 46 عاما , وهو مدير شركة للتصدير والاستيراد مقرها مدينة ييوو بشرق الصين, " أتيت الى هنا من منطقة نينغشيا النائية في داخل البلاد قبل عقد لأعمل وكيلا في التجارة الخارجية, والآن أصبحت أدير شركة تتعامل مع أكثر من عشر دول عربية إضافة إلى تقديم خدمات لما يزيد عن 3000 من المترجمين العرب في المدن الساحلية." وينحدر سو من أسرة مسلمة زراعية في مدينة ووتشونغ الواقعة بوسط منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوى التي يشكل عدد السكان المسلمين فيها ثلث الإجمالي , وكان يعتقد أنه سيقضي حياته مزارعا , ولم يكن يحلم ان بإمكانه تغيير حياته عن طريق اللغة العربية في المستقبل. وتزامنا مع التبادلات التجارية المتواصلة بين الصين والدول العربية, شهد الطلب على الأكفاء الذين يعرفون اللغة العربية تزايدا قويا, أما في نينغشيا فإرسال أهالي قومية هوى أولادهم إلى المساجد أو المعاهد لتعلم العربية يعتبر واحدا من تقاليدهم . . والجدير بالذكر أن هولاء المترجمين من منطقة نينغشيا يلقون إقبالا حارا في المدن الساحلية حيث يبلغ راتبهم الشهري 3000 يوان ( حوالى 441 دولارا أمريكيا ) مع وصول أعلى مستوى إلى أكثر من عشرة آلاف يوان ( حوالى 1.47 ألف دولار أمريكي). ولا يكتفي العديد منهم بالترجمة الآن , فبعضهم يعملون مترجمين في الدول العربية والبعض الاخر يفتحون شركات متخصصة بالتعاملات التجارية مع رجال الأعمال العرب. وتأتي حماسة الترجمة العربية من كثرة مدارس التدريب التي تطور عددها من مدرستين إلى العشرات في منطقة نينغشيا فقط. وعبر خبراء معنيون أن ازدهار الترجمة العربية يجسد تطور التبادلات التجارية والثقافية الصينية-العربية وبالعكس ، وسيدفع هولاء المترجمون هذه العلاقات .