لقد رحل الآف من الصوماليين بوطنهم بعد سقوط نظام سياد بري إلى الغربة إثر سقوط الحكومة المركزية فى عام 1991م وعندها استأصلت جميع المرافق الحياة والضروريات ناهيك عن الكماليات وظهرت فى البلاد حركات تحمل إسم الجبهات الصومالية وأصبحت هذه الحركات طرائق قددا مختلفة الإيديولوجيات والمآرب وكانت كل حركة تقف وراء المقولة التى تقول " إما أنا أو الدمار" وهذا كله مما زاد وتيرة العنف الصومالي أكثر من 18 عاماَ . رغم إرتحال العدد الهائل من الصوماليين إلى الغربة إلا أن قلوبهم ما تزال معلقة بأجواء وطنهم الحبيب فراحوا يحنون إلى مدارج طفولتهم وأرضهم الخيرة ويغنون الأغنيات التي تكثر فيها كلمات الحب لوطنهم الذي تعصف فيه موجات العنف من كل حدب وصوب . ولقد وصف أدباء الصومال معاناتهم من مشقة وألم فى الداخل والخارج فى آن وما أصاب البلد من كابوس ليس له مثيل فى تاريخ الصومال وما خلفته هذه الحروب التى زادت بشكل غير مسبوق من تقاعس ودمار ومشاكل لا يضمن أحد بصدها وراحوا يرددون فى قصائدهم .إلى الوحدة والتضامن أكثر من قصيدة . لكن لا حياة لمن تنادي . لم يكتف الأمر غير الأدباء فقط بل تعدى إلى المغنين والمغنيات الصوماليات وراحوا يغنون الأنشودات التى تعبر عن كيفية عودة الأمن والإستقرار فى ربوع أرض الصومال . وبرزت بعض الأغنيات المترجمة بالعربية ومن أشهرها هذه الأغنيات . " أغنية سلام سلام يا صومال " التى ظهرت فى الأوانة الأخيرة . ولقد حز الألم أيضاً فى نفس المغنى الصومالي الكندي "كينان " الذي رحل عن البلاد فى بداية التسعينيات من القرن الماضي ، ولم يزل عمره آنداك الخامسة عشرة من عمره ، وبدأ كينان يغنى في المقاهى الكندية حتى حاز من أشهر المغنيين فى تلك المدينة . رغم أن " كينان " يغنى الأغاني الكندية باللغة الإنجليزية إلا أن أثار بلاده لم تغب عن دهنه وبدأ يغنى بها بعد وصول الأنباء التى تقص قصة التقاعس لأبناء وطنه الحبيب فى مقاه ترونتو فأصبح الصوماليون بدهنه الباقين فى البلاد بمثابة أنهم أموات غير أحياء ولكن لا يشعرون . وشادت المغنية الصومالية " سادة على ورسمى " أكثر من أغنية إلى الوحدة والتضامن مرة أخري ، وكف الأعمال القتالية التى ووضعت البلاد فى مكان سحيق ولا قعر فيه .لكن نداءها لم يلب أحد . تلك سيرة هؤلاء المغتربين الذين استهواهم وهم فى مقتبل عمرهم وزهرة شبابهم بل ربما فى أحضان أمهاتهم بريق الذهب فى ديار الغربة فاذا بهم يصلون أصواتهم وأغنياتهم تباعاً إلى وطنهم الحبيب ، ويعضون أصابع الندم على ما آل به وطنهم ويحلمون بعودته ولكن هيهات وما ذلك على الله بعزيز