قالت صحيفة المصريون امس أن وفدا رفيعا من تنظيم حزب الله اللبناني قام بزيارة إلى القاهرة مؤخرا للالتقاء بمحمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين ، وكانت مصادر سياسية لبنانية قد كشفت عن تصاعد القلق لدى حزب الله من تراجع شعبيته في الأوساط السنية العربية خاصة بعد أحداث اجتياح الحزب لبيروت ، وكذلك بعد التصريحات الأخيرة للشيخ يوسف القرضاوي عن تعاظم النفوذ الإيراني في المنطقة العربية ، كما يعاني الحزب من بوادر الانقسام في الحالة الشيعية اللبنانية الرافضة لعنف حزب الله السياسي تجاه الطوائف الأخرى لافتة إلى اعتزام نجل المرجع الشيعي الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين الترشح في الانتخابات القادمة على قائمة الحريري في إحدى تجليات هذه الأزمة ، وكان وفد حزب الله والذي مثله كل من عبد المجيد عمار عضو المكتب السياسي والمسؤول عن العلاقات العربية وكان مسؤولا أمنيا سابقا في صيدا ، وحسن عز الدين مسؤول العلاقات مع العرب السنة في التنظيم ، قد طلب زيارة القاهرة من أجل إجراء مباحثات سياسية ودينية مع شخصيات سياسية ودينية ، إلا أن السلطات الأمنية المصرية رفضت الطلب ومنعت دخول الوفد ، فلجأ المكتب السياسي لحزب الله إلى محامي كبير في القاهرة له علاقات جيدة بأوساط إسلامية وأمنية ، من أجل التوسط لتسهيل زيارة الوفد ، وقد تكللت المساعي بالنجاح ، وقام الوفد بالالتقاء بعدد محدود من المفكرين كما زار مكتب الإرشاد وطلب وساطة قيادة الإخوان في تخفيف الحملة السنية على حزب الله ، والمساهمة في وقف تداعيات تصريح الشيخ القرضاوي عن التمدد الشيعي ، مصادر إخوانية لبنانية رفيعة أكدت ل"المصريون" أن وفد حزب الله خرج بانطباعات إيجابية ومتفائلة من زيارة المرشد العام. المصدر اللبناني ذاته أكد ل"المصريون" على أن "الهالة" التي صنعها حزب الله في الأوساط العربية داخل لبنان وخارجه تقلصت بشكل كبير بعد أحداث اجتياح بيروت ، وبرزت المقاطعات السنية واضحة لأنشطة واحتفالات الحزب ، مما سبب إحراجا كبيرا خاصة وأن الحزب كان يحرص على نشر صور للعمائم السنية المشاركة في احتفالاته ، المصدر اللبناني أشار إلى أن القيادة السياسية لحزب الله عرضت مؤخرا دفع خمسمائة دولار لأي داعية سني شاب يحضر احتفالات الحزب لمدة نصف ساعة شريطة أن يرتدي العمامة السنية خلال التصوير .