دفعت الفتاوى الفقهية التي اتخذها تنظيم القاعدة ذريعة للقيام بعملياته الإرهابية المتسلسلة في الجزائر، والفتاوى المغلوطة، بمديرية الأوقاف بقسنطينة إلى تنظيم دورات تكوينية بعد عيد الفطر لصالح 50 إماما من مختلف ولايات الوطن، سيشرف عليها علماء عرب معروفون، بهدف توحيد الخطاب الديني وإيجاد طريقة للاستنباط والاستدلال في مجال الفتوى. وحسبما نشرته صحيفة الخبرالجزائرية امس فقد كشف مدير الشؤون الدينية والأوقاف بقسنطينة أن النشاط التكويني سيقسم إلى أربع دورات في كل ثلاثي من العام، مدة كل دورة 10 أيام، سيوضع فيها 50 إماما كفؤا تم اختيارهم من مديريات الأوقاف الولائية تحت أيدي علماء ودعاة عرب مشهورون ولهم باع في المذهب المالكي لتلقينهم دروس الفتوى الصحيحة والقضايا الفقهية المعاصرة. وسيشرف على الدورة الأولى التي ستقام بعد عيد الفطر، بدار الإمام في قسنطينة، الداعية محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي من موريتانيا، والأستاذ نور الدين صغيري من الجزائر، على أن يتكفل الدكتور أسامة الرفاعي من سوريا وعلماء آخرون من الأزهر بمصر بباقي الدورات الثلاث اللاحقة. ويبقى الهدف الرئيسي من هذه الدورات الأولى من نوعها على المستوى الوطني، حسب ذات المصدر، هو ''أن تعطى الفتوى لأهل الاختصاص وقطع الطريق عن المفتين المتطفلين الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الأمة فأفتوا بغير علم، فظلوا وأظلوا وعانت الكثير من العائلات من فتاوى''. كما يبقى المغزى الأساسي من هذه الدورات، حسبما فهمناه من كلام محدثنا، هو الفضح والتصدي للفتاوى التي اتخذتها جماعات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ذريعة لقتل الأنفس البريئة بغير حق، في إشارة إلى سلسلة التفجيرات الانتحارية التي عرفتها الجزائر مؤخرا. كما أضاف محدثنا بأن هذه الدورات ستسمح بتهيئة وتحضير أئمة متميزين علميا، سيكونون مرجعية للأمة في كل ما يتعلق بشؤون دينهم ودنياهم، علاوة على أن هذا التكوين العلمي عالي المستوى سيمكن الأئمة المعنيين من تبوأ منصب مفت على مستوى ولايات الوطن.