كشفت البعثة الأثرية الوطنية العاملة على تنقيب وترميم الأسوار الدفاعية الشمالية في مدينة تدمر الأثرية عن منحوتة من الحجر الكلسي القاسي مشوهة وناقصة تمثل جانباً من الأسطورة اليونانية يظهر من خلالها البطل هرقل عارياً ويحمل الهراوة وجلد السبع بعد نهاية صراعه مع السبع وانتصاره عليه تجسيداً للقوة الإلهية الموضوعة في خدمة البشرية وحمايتها من الأخطار والكوارث. وأوضح مدير آثار ومتاحف تدمر المهندس وليد أسعد أن هذه اللوحة التي يعود تاريخها إلى القرن الأول أو الثاني الميلادي فريدة من نوعها في تدمر رغم أن هناك لوحة أخرى مماثلة لها بموضوعها معروضة بمتحف تدمر لكنها مصنوعة من الجص بالقالب وليست منحوتة حجرية مشيراً إلى أن البعثة كشفت أيضاً داخل البرج الدائري الواقع على السور على غرفة مربعة الشكل طولها 5ر5 متراً لها باب حجري بداخلها درج حجري ارتفاعه نحو 60ر4 متراً يؤدي إلى مرامي السهام إضافة إلى الكشف عن أجزاء من الخندق وواجهاته الواقعة أمام السور كما تم العثورعلى قطع نقدية مطموسة ومجموعة من المشاهد ورؤوس التماثيل لرجال ونساء تدمريين تم نزعها قديماً من المدافن والمعابد وأعيد استخدامها لترميم هذه الأسوار وأبراجها المستديرة خلال الفترة البيزنطية الغسانية.