أفسدت ليبيا نجاحا دبلوماسيا حققه سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال سيف الاسلام للصحفيين في طرابلس يوم الجمعة إن بلاده ستوقع في الأسابيع القادمة اتفاقا مع ايطاليا بشأن تعويضات عن الفترة الاستعمارية، مشيرا إلى أن قيمته تصل إلى مليارات الدولارات. إلا أن هذه المبادرة أفسدها قرار ليبي آخر صدر في أعقاب توقيف ابن القذافي الأصغر هنيبعل في جنيف بشأن وقف إمداد برن بالنفط وتوقيف سويسريين يعملان في ليبيا. ولا يمكن إلا لمعمر القذافي أن يصدر قرارا كهذا، أي أن قائد الثورة الليبية أفهم أوروبا ونجليه أن سياسة الدولة الليبية لا يرسمها أحد غير معمر القذافي. وثمة اعتقاد أن سيف الإسلام هو الذي سيخلف أباه معمر القذافي (66 عاما). ورأى بعض الخبراء أن الهدف من قرار القذافي الأب بشأن معاقبة سويسرا يتمثل في تذكير من لم يعد يعمل الحساب له بأنه لا يزال يمتلئ بالحيوية والنشاط ويسيطر على الأمور في ليبيا. واعتبر المحلل ألكسي مالاشينكو من مركز كارنيغي للسلام الدولي فرع موسكو أن هذه الإشارة وجهها الزعيم الليبي أولا إلى سيف الإسلام وأنصاره الذين باتوا يحمّلون أنفسهم مزيدا من المبادرات الخاصة بالسياسة الخارجية. كما أعطى معمر القذافي إشارات على أنه قد يتراجع عما قدمه من تنازلات في الفترة الأخيرة ويكف عن مد جسور التقارب مع الغرب. ورأى المحلل أن التطورات الأخيرة كشفت أن معمر القذافي يستطيع إجراء تغيير كهذا