- قال عبد الله التركي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي التي تنظم مؤتمرا للحوار بين الأديان تستضيفه أسبانيا غدا إن المؤتمر سيتيح أمام المملكة العربية السعودية فرصة لإعلان "انفتاحها" واستعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي. وأثارت فكرة الحوار بين الأديان اهتمام جماعات يهودية ومسيحية من مختلف أرجاء العالم وجاءت بعدما أجرى الملك السعودي محادثات مع البابا بنديكت في الفاتيكان العام الماضي. وتمثل الفكرة توجها جديدا للمملكة التي تتبنى المذهب الوهابي الذي واجه انتقادات دولية بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 بالولايات المتحدة الحليف الرئيسي للرياض منذ الاربعينات. وقال التركي "ان المملكة العربية السعودية .. التي فيها قبلة المسلمين وانطلقت من أراضيها رسالة الإسلام العالمية.. تؤكد للعالم أجمع انفتاحها وتعاونها مع الأسرة البشرية انطلاقا من الإسلام الذي تسير على نهجه." ويتوقع أن يشارك بمؤتمر مدريد الى جانب الشيعة والمسيحيين واليهود شخصيات من خارج الديانات التوحيدية السماوية الرئيسية مثل البوذيين الذين ينظر اليهم أغلب رجال الدين السعوديين على أنهم وثنيون. ودرج رجال الدين السعوديون على اعتبار المسلمين غير السنة ولاسيما الشيعة على أنهم كفار ونأوا بأنفسهم عن الاتصال بغير المسلمين. ولكن الحكومة السعودية تحاول التخلص من صورتها الدولية التي تصورها على أنها مأوى لمؤسسة دينية تخشى الأجانب وتخفيف مبادئ دينية محافظة تعترض حتى على قيادة النساء للسيارات في المملكة. وفي مؤشر على المعارضة المحتملة من جانب المؤسسة الدينية السعودية قال مشارك موجود في مدريد بالفعل ان كلمة "ديني" حذفت من الاسم الرسمي للمؤتمر وانه لم يظهر حتى الآن أي رجل دين سعودي بارز. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن التركي قوله ان المؤتمر لن يتطرق للقضايا العقيدية وسيركز على الحوار في " قضايا الانسان" والتحديات التي تواجه العالم بأسره. وأضاف "ان قواعد الحوار الحضاري القائمة على مفهوم عالمية الإسلام توجب على المسلمين القيام بمهمة التعريف بالإسلام على أنه الدين الإلهي الخاتم الذي جاء مصدقا لجميع الأنبياء والرسل.. كما أنهم مطالبون بتفنيد ما يتعرض له الإسلام من التحريف والادعاءات ووصفه بالعنف والتطرف." .