اول من أراد أن يعرف الثقافة أن يبلغ بها أكثر من 300 معنى ثم قال »إن الثقافة هي كل ما يعمله الناس في حياتهم من أعمال وأقوال ومعارف وكل نشاط فكري وعقلي ومادي للبشر هو ثقافة أيا كانت«. وفي الاسبوع الماضي أقيم في الرياض معرض للثقافة ومعرض للكتاب وهو الاول من نوعه الذي تتوسع دائرة الثقافة لتشمل ما يمكن أن نصفه بالمعمل والمهمل من النشاط الثقافي فيما سبق من معارض للكتاب منذ إنشائها قبل عدد من السنين، ولان مصطلح الثقافة صار عند الناس هو ما يعني الكلمة مكتوبة أو منطوقة ويسمى بالمثقف والاديب من يشتغل بهما، فقد اختصرت الثقافة كلها في هذا الحيز المحدود وقد تحجر في مدلوله وفي معنى لا يتجاوز مفهوم ضيق تحول بفعل الناس إلى معنى خاص وشاع واتسع استعمالها فأصبحت تعني الادب والشعر وما يتعلق في الكتابة بشكل عام، ونسي الناس معنى الثقافة وداللتها وشمولها.وقد كان معرض الكتاب الاخير وما صاحبه من الانشطة الكثيرة التي أعدتها وزارة الثقافة شيئا جديدا يعيد للثقافة شمول معناها وداللتها المعرفية خارج ثنائيي النظم والنثر. وهنا اختلف مصطلح الثقافة الذي استقر في أذهان الناس من أنها القول المنثور والمنظوم وما يسطر في الكتب وينشر للناس ويقرؤونه العامة والخاصة من القول البليغ في الخطابة والفصاحة وما يتعلق في ذلك من أساليب البيان، هذه المعاني هي ما كان يعنيه معرض الكتاب الذي يقام لمحبي الثقافة ورواد الكلمة وقد استقر الناس على ذلك، ولم يعد أحد يفكر في شمول الثقافة العامة وتعدد أغراضها وتنوع مضامينها واختالف مسمياتها التي قد يصعب إحصاؤها بمقدار صعوبة العلم بما يبدع البشر وما يخترعون وما يرون وما يفعلون. واختصار الثقافة والادب بصناعة الكلمة جنى على معانيها الكثيرة فأهملت أنواع النشاط البشري الذي هو كلما ما يحدثه الناس على ألارض من عمران نقلا عن صحيفة مكة