الحج عند الجهات المسؤولة -بتعدد مهامها وتنوع عطاءاتها- لا ينتهي عملها ويتوقف أداؤها عند نهاية مناسك الحج، بل عند الانتهاء من الموسم تبدأ الاجتماعات واللقاءات لإعداد وتحضير متطلبات حج العام القادم، كما صرح بذلك نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح مشاط، وعلى مدار السنة تستمر الجهات المسؤولة وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في مهامها لتطوير كل ما يلزم تطويره في ما يخص خدمة الحجاج والمعتمرين مستقبلاً وكذا كل ما له صلة بمشاعر الحج والعمرة. إن الاعتناء بأمر الحجاج وتطوير مكةوالمدينة والمشاعر بدأ منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، ومن بعده أبناؤه ممن تسنم الحكم إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز توافقًا مع زيادة الأعداد القادمة للحج والعمرة كل عام حيث هي في تزايد مما يستدعي تطوير متتالي حتى تحقق توسعة كبيرة للحرم المكي والمسجد النبوي وكذلك توسعة المساجد الأثرية في كل من المدينتين المقدستين وتطوير المشاعر في منى ومزدلفة وعرفات واستحداث مسارات متعددة لرمي الجمرات فأصبحت سهلة المدخل والمخرج وسلسة وميسرة كما تم استخدام التقنية والأجهزة الحديثة ووسائل النقل السريعة مثل القطارات وتطوير كل ما له علاقة بالسكن حول الحرمين الشريفين وقد شاهدنا توسعات كبيرة للمسعى وأصبح اليوم يوفر مساحة كبيرة وله عدة طوابق، فجزى الله حكومتنا الرشيدة على هذه الإنجازات التي تميزت بالتقنية والحداثة ومواكبة العصر ويبقى أمر أخيراً تحقيقه مهم قد يكون فيه حل لموضوع زحمة الطواف وأذكره هنا من باب التذكير، فالطواف مساحته محددة حول الكعبة لا تستوعب أعداداً كبيرة وتم بفضل الله زيادة مساحة الطواف من خلال الاستفادة من عدد الأدوار في الحرم وكان لها دور جيد في امتصاص عدد كبير من الطائفين أيام الحج إلا أن الملاحظ على هذه الأدوار أنها ذات مسافة طويلة والطواف من خلالها يرهق الطائفين خاصة كبار السن، ومن هنا اقترح دراسة تخصيص جزء من الدور الثاني الذي جهة الكعبة بما لا يقل عن ثلث مساحة الدور ليكون قطارًا متحركًا مفتوحًا أشبه ما يكون بالعربات أو ما يعرف بالقلف كار بحيث يتم رص عشرة كراسي بجوار بعضها ويكون الدخول لها من جهة والخروج من جهة وأكيد ان الاقتراح يقتضي تشكيل لجنة فنية له لدراسة اختيار قطارات من نوع صامت لعدم الازعاج والتشويش وأكثر أمانًا من حيث السلامة، ويكون مخصصاً فقط في الدور الثاني كتجربة أولى ولا أظن أن هناك ما يمنع من عمله من الناحية الشرعية لأن في ذلك مصلحة، بل سيكون قطار الطواف سببًا في رفع المشقة عن ضيوف الرحمن وتسهيل الطواف لهم ولا نأبه للمثبطين لإقامة مثل هذه المشاريع البناءة لأن الحقيقة المرة دائمًا أن كل اقتراح جديد تحاك حوله العوائق وتقف أمامه الصعوبات الوهمية. وأتذكر عند توسعة المسعى كيف حيكت حوله التصورات الوهمية خاصة المتلبسة باسم الدين ولكن تجاوزناها بحسم الموضوع ومن هنا أجد أن مثل هذا المشروع (قطار الطواف) يجب الإسراع في تنفيذه لبساطة فكرته وسهولة إقامته، ويغفل البعض عن أن الطواف بالبيت راكبًا من الأمور المباحة شرعًا وكان في الزمن القريب من يعجز عن الطواف لمرضه أو كبر سنه يحمل على (الشبرية) ويطاف به وحيث إن الصعوبة في الحج اليوم تكمن في الازدحام الشديد عند الطواف فإن قطار الطواف هو الحل لفض ذلك الزحام وتيسير أمور الطائفين وهو من الأمور التي يجب تذليلها لضيوف الرحمن (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود). نقلا عن صحيفة المدينة