▪️ يشتهر الفيزيائي الألما/ريكي (البرت آينشتاين) بأنه واحد من أكثر خلق الله عبقرية وذكاء.. بل إن أحد القواميس العالمية عرّف العبقرية بكلمة واحدة هي: (آينشتاين) بعد نظرياته المدهشة في النسبية؛ التي يعجز البعض عن فهمها حتى اليوم.. هذا معلوم عند الجميع تقريباً، لكن هل تعرف أن هذا الرجل الحائز على جائزة نوبل قد أخفق في شبابه في امتحانات القبول بالجامعة؟!. ▪️ العبقرية مصطلح فضفاض، له الكثير من الأوجه والتعريفات.. وعندما سُئل آينشتاين نفسه ذات مرة عن سر عبقريته ونبوغه الخارق، اختصر المسألة بقوله: «لست أذكى من الآخرين في شيء.. كل ما في الأمر أنني أبقى مع الأسئلة فترة أطول». لقد أعطى آينشتاين بإجابته المقتضبة هذه تعريفاً ذكياً وبسيطاً ومتفائلاً للعبقرية، فهو يراها في الثبات والاستمرارية، والمثابرة على تفكيك الأسئلة، ومحاولة الاجابة عليها، وهو تعريف صحيح في رأيي، فالناس عندما يسعون في طلب الأشياء، فإنهم غالبًا ما يستسلمون قبل أن يصلوا إلى نقطة النجاح، هذه مشكلة معظم البشر تقريباً.. فقط الملتزمون بشكلٍ صبور وكاف، هم مَن يصلون في الغالب إلى نتائج ناجحة. ▪️ البقاء مع الأشياء لفترةٍ أطول، يُشبه تقريبًا ممارسة التفكير التأملي العميق.. لكن المشكلة اليوم أننا لم نعد نملك الوقت الكافي للبقاء مع الأسئلة التي تهمنا، بل إنها لم تعد تخطر على أذهاننا أصلاً، فألعاب الفيديو وإشعارات وسائل التواصل اللحظية؛ تخطف انتباه الناس وتُشتِّت تركيزهم.. لذلك يمكن القول إن مَن يتمكَّن من كسر حاجز الملل والتشتت، وتجاوز النقطة التي يتوقف عندها معظم الناس، سيدخل حقول الإبداع والعبقرية، لأنه يكون حينها متقبلًا ومنفتحًا على كافة الاحتمالات، مما سيؤدي بالضرورة إلى وفرة من الفرص أمامه. ▪️ إذا كنتَ لا تزال تعتقد أنك لا تمتلك نفس القدرات التي يمتلكها عقل آينشتاين، فأُطمئنك أن بإمكانك على الأقل استلهام أسلوبه في التفكير، واستنساخ عبقريته في أبنائك، بشرط أن تُفرِّق بين المعرفة الضحلة والفهم العميق.. لقد نبغ آينشتاين لأنه عاش معظم حياته يحاول فهم الأشياء التي حيَّرت عقله، وكان يُردِّد: «أي أحمق يمكنه أن يعرف.. الهدف هو أن نفهم».. لذلك من المهم ألّا تدع الطفل الفضولي يموت في داخلك، فالشغف الذي كان لديك عندما كنتَ طفلًا؛ هو مَن يستطيع الإجابة على مساعيك الإبداعية. ▪️ اقتباسٌ آخر ملهم من آينشتاين من شأنه أن يجعل بوصلة ذهنك تدور في اتجاه إبداعي يقول: «الخيال أكثر أهمية من المعرفة، فالمعرفة محدودة، أما الخيال فهو يشمل الكون بأسره».. لقد كان آينشتاين رجلاً حالماً بالفعل، وكان يثق في حدسه المستوحى من خياله، حتى قبل أن يكون لديه أي دليل موضوعي.. فالخيال في رأيه يُوِّلد التطور، ويُحفِّز على التقدُّم، بل إنه يراه أداة حقيقية من أدوات البحث العلمي. (اقرأ عن قصة توقعه لكسوف عام 1919م). ▪️ استنقذ وقتك ووقت أبنائك من حُمَّى وسائل التواصل.. ابقهم مع الأسئلة الملهمة لفترة أطول، وكافئهم على محاولاتهم.. فالفضول الممتزج بالمثابرة هي «معادلة آينشتاين» للعبقرية والنجاح.. ادفعهم للقراءة أكثر من نظرائهم، فهذا سيضعهم في عالم لا يستطيع الأقل منهم الوصول إليه.. وذكّرهم دوماً بوصفة آينشتاين: «ليس بالضرورة أن تُولد عبقرياً.. إصرارك المستمر هو مَن سيصنع عبقريتك». https://twitter.com/m_albeladi/status/1516704427486416901?s=21&t=oOawaXQElbuV1cC9flAw