أوضح ما يكون الصدق أو الكذب نجده في البرامج الفضائية الجاذبة بطرحها لأعداد كثيرة من المشاهدين. برنامج الليوان في قناة روتانا خليجية واحد من هذه البرامج الفضائية المتميزة، وأعتقد أنه أكثرها نجاحاً على الإطلاق. يقدم هذا البرنامج الرمضاني منذ سنوات وجوهاً اجتماعية يهم المشاهد السعودي التعرف الأعمق عليها، لكن هذه المهمة لا تكون دائماً مقنعة. أعتقد أن أعداد الضيوف الواضحين الصادقين في برامج الحوارات الفضائية عموماً ليس كبيراً، وعادة ما يختلط الإعجاب بالنفس بالمبالغة أو الالتفاف على السؤال وأحياناً باستغباء المشاهد والادعاء الكاذب. رغم ذلك يبقى برنامج الليوان اختراقاً اجتماعياً وثقافياً ومعرفياً للروتين الفضائي العربي الغث في أكثر برامجه الحوارية. استضافة الليوان في حلقة الجمعة / السبت الخامس عشر من رمضان كانت متميزة ولاقت صدى واسعاً، لسبب أهم من غيره: كان ضيف الحلقة السيد حسن المصطفى في حضوره المعرفي وتواضعه الشخصي نموذج المواطن الشجاع الصادق مع نفسه ومجتمعه الصغير ومع شلته الثقافية ومعارفه الأقرب، والأهم من ذلك مع مذهبه ووطنه. السيد حسن المصطفى باحث عميق في مجال اهتماماته عن الشيعية السياسية في السعودية وفي الخارج، فهو يتذكر ويذكر بشجاعة وتفصيل جاذب الحركات السياسية والتنظيمات والأشخاص بالأسماء والألقاب التمويهية. كنت أظن نفسي من العارفين المتابعين للحراك السياسي الشيعي والسني، حتى اتضح لي من خلال تفاصيل الباحث حسن المصطفى جهلي بأكثر ما كان يدور ويدار من التحزبات والأسماء والمؤامرات ضد الأمن الوطني السعودي والعربي والإسلامي، بما يشمل الديار المقدسة والمؤسسات الوطنية السيادية والاقتصادية الحيوية. الختام: بحثت في ذاكرتي عن باحث سني في السنية السياسية له نفس مواصفات حسن المصطفى فلم أتذكر سوى الدكتور المحترم رضوان السيد أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية. اللهم أكثر لنا من هذه العينات من الباحثين الجادين المخلصين. نقلا عن الجزيرة