بنهاية شهر سبتمبر القادم، يكون قد مضى ثلاثة أعوام على افتتاح مشروع قطار الحرمين، وبدء تسيير رحلاته بين المدينتين المقدستين، مروراً بمحافظة جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية. حيث تزامن إقامة تلك المناسبة مع اليوم الوطني للمملكة في عام 2018، ليمثل هذا المشروع أول خط سكة حديد يربط بين منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة، بطاقة استيعابية تصل إلى (60) مليون مسافر سنوياً. وذلك ضمن إطار خطة توسع في منظومة النقل عبر الخطوط الحديدية، تهدف إلى تخفف العبء على الطرق الإقليمية والسريعة وتحديداً بين مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة، وكذلك تقليل الضغط على حركة النقل الجوي بينها خاصة مع تنامي الازدياد المطرد في عدد الحجاج والمعتمرين، ناهيك عن اعتبار وسيلة النقل بالسكك الحديد هي الأكثر أماناً، والأقل تكلفة أيضاً مقارنة بالبديلين الآخرين الجوي والبري عبر الحافلات والمركبات. من أتيحت له الفرصة لأن يستقل إحدى رحلات هذا القطار، سوف يلمس حجم ما أنفق بسخاء على عناصر هذا المشروع، من محطات للركاب، وقطارات حديثة وسريعة، وأعمال مدنية متقدمة في شبكة هذا الخط الحديدي، لكن من يتأمل في الصورة الشاملة لهذا المشروع التنموي الذي هيأ في الأساس لخدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار، وتيسير تنقلهم بين العاصمتين المقدستين، سيجد أن هذه الصورة في حاجة إلى أن تكتمل، وأن عائده الاقتصادي مؤهل لأن يكون أكثر كفاءة، وذلك عبر خطوة تطويرية إضافية لهذا المشروع، ألا وهي ربط مدينة الطائف البوابة الشرقيةلمكةالمكرمة، وأحد أركان منظومة مدن الحج والمدينة التي تنفرد في مقوماتها السياحية، بشبكة قطار الحرمين. فلا يخفى إنه بالإضافة إلى أن معظم الرحلات البرية القادمة إلى مكةالمكرمة تأتي عبر بوابة مدينة الطائف، فإن مطارها الحالي يستقبل في مواسم الحج عدداً من الرحلات الدولية للمسافرين القادمين لأداء هذا الركن. هذا الدور اللوجستي حتم أن يكون من بين العناصر الأساسية لمطار الطائف الجديد صالة للحجاج بسعة (1.5) مليون حاج سنوياً، حيث خطط لأن يكون هذا المطار ضمن مكونات ما أطلق عليه مشروع "الطائف الجديد" الذي يشتمل على ستة مشاريع حيوية ليس من بينها محطة للسكة الحديد تربطها بفضائها الإقليمي، بالرغم من دورها الوظيفي الحيوي اللوجستي والسياحي. فهل نحتفي في يوم وطني قريب بربط هذه المحافظة بمنظومة قطار الحرمين.. نقلا عن الرياض