في الأول من شهر يونيو عام 1964 نشرت صحيفة البلاد خبرا عن تقديم خبير هيئة الأممالمتحدة تقريره الى المجلس الأعلى للتخطيط عن وضعية سكة الحديد ما بين الرياضوالدمام ومقترحاته بشأنها وبشأن أوضاع السكك الحديدية بالمملكة عموما. وبعد 17 عاما وفي 1981 م افتتحت محطات ركاب الخطوط الحديدية الرئيسة في الرياضوالدمام والهفوف. وفي عام 1985م تم إنشاء خط حديدي آخر بين الرياضوالدمام بطول 449 كيلومتراً، اختصر زمن الرحلة إلى 300 دقيقة بدلاً من 420 دقيقة. وكان الملك عبدالعزيز قد وضع لبنة التدشين الأولى عام 1947م وافتتح الخط الحديدي الأول في 20 من أكتوبر 1951م/ بطول 569 كيلومتراً وذلك بالتزامن مع إنشاء الميناء التجاري بالمنطقة الشرقية وكانت البداية بخط شحن البضائع من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام إلى الرياض. وبحلول شهر أكتوبر المقبل من هذا العام تكون المؤسسة العامة للخطوط الحديدية قد أتمت عامها السبعين والدولة توالي هذا القطاع الحيوي جل اهتمامها من تطوير ودعم ودراسات. وزيادة مضطردة في عدد السكان واتساع نطاق المشاريع التنموية والاقتصادية وبدخول صناعات جديدة كالتعدين التي أصبحت الركيزة الثالثة للصناعات السعودية أوجدت الحاجة الماسة تدعيم قطاع النقل من خلال إيجاد حلول وبدائل آمنة وصديقة للبيئة تتسم بالكفاءة والموثوقية العالية من حيث طاقتها الاستيعابية وقدرتها على تلبية الاحتياج القائم والمستقبلي. وكانت الخطوط الحديدية أحد أبرز الحلول وأنجعها لدعم صناعة التعدين بالمملكة، على اعتبار الطاقة الاستيعابية الضخمة والاعتمادية العالية التي توفرها محافظة على أعلى معايير الأمن والسلامة، أضافة إلى المسافة الكبيرة التي تفصل مناطق المواد الخام لمعادن الفوسفات والبوكسايت في كل من شمال ووسط المملكة بمناطق المعالجة والتصدير على الخليج العربي. وكانت البداية في العام 2006 مع تأسيس صندوق الاستثمارات العامة للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)، وذلك بهدف تنفيذ مشروع خط حديدي يربط شمال المملكة بكل من شرقها ووسطها بالإضافة إلى تشغيله وإدارته بالكفاءة اللازمة ووَفْق معايير التشغيل الاقتصادية وبحسب المقاييس العالمية في الأداء والسلامة. وكان الهدف الأساسي من تأسيس الشركة استحداث منشأة وطنية تساهم في بناء واستدامة بنية تحتية محكمة للخطوط الحديدية وتقديم خدمات متميزة تربط أجزاء المملكة. الرؤية ومسيرة التحول في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز شهد قطاع السكة الحديد تحولا ونهضة في التخطيط والتنفيذ وذلك انسجاما مع رؤية المملكة 2030 لجعل المملكة منصة لوجستية عالمية تربط بين القارات الثلاث، وصدر قرار مجلس الوزراء في منتصف عام 2016 والذي نص على تولي الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» وهي شركة حكومية تعود ملكيتها بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، ملكية البنى التحتية للخطوط الحديدية بين مدن المملكة، كما صدر قرار مجلس الوزراء رفي العام 2019بأن تصبح الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) بالإضافة إلى ملكيتها للبنى التحتية لمشروعات النقل للخطوط الحديدية بين مدن المملكة، مالكة لجميع الأصول التشغيلية الثابتة والمنقولة. كانت البداية ب 569كم واليوم تبلغ اطوال السكك الحديدية في المملكة ما مجموعه 5000 كم تتنوع بين سكك حديدية لنقل الافراد ولنقل البضائع واخرى لنقل المعادن مع اهتمام المملكة بالتقنيات الحديثة للقطارات مثل القطارات السريعة، التي تعتمد على التقنية المغناطيسية وتتطلع إلى أن تكون في موقع الريادة في هذا المجال. كما قامت بنقل ما يزيد على المليون واربعمائة الف راكب خلال العام 2020 إضافة الى ملايين الاطنان من المعادن والبضائع والمواد الكيميائية. الى جانب ما كشفه رئيس شركة "جرين باريير" جيم كوان – التي تعمل في تصنيع عربات القطارات – ابان منتدى الخطوط الحديدية عن قيام المملكة بتصنيع عربات قطار سعودية في الصيف الماضي لزيادة الربط بين الدماموالرياض وكذلك الجبيل، مشيراً إلى أن القطار الواحد ينقل ما تنقله 600 شاحنة. قطار الحرمين في 25/9/2018 استقل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود القطار من محطة جدة متوجهاً إلى منطقة المدينةالمنورة مدشنا بذلك دخول المملكة عمليا عصر القطارات السريعة قائلاً " توكلنا على الله، ونسأل الله التوفيق. والحمد لله بلادنا في نمو وازدهار في كل المجالات، ونسأل الله عز وجل أن يرزقنا شكر نعمته .. وشكراً". ويعدّ مشروع قطار الحرمين السريع في المملكة من أكبر مشروعات النقل العام في منطقة الشرق الأوسط والسادس على مستوى العالم من حيث صناعة النقل, وأنشئ بأحدث التقنيات وبتكلفة بلغت 60 مليار ريال وذلك في إطار اهتمام القيادة الرشيدة بخدمة قاصدي الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والمواطنين والمقيمين حيث يختصر المدة الزمنية بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة في حدود ساعتين قاطعاً مسافة طولها 450 كيلومتراً, بسرعة 300 كيلو متر في الساعة. وهو عبارة عن خط سكة حديدية كهربائي مزدوج, ويمرّ بمحافظة جدة, ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ, ويعتمد المشروع في تشغيله على 35 قطاراً كهربائياً, يحتوي كل قطار على 13 عربة، بطاقة استيعابية تبلغ 417 مقعداً لكل قطار, ويحتوي مشروع قطار الحرمين السريع على خمس محطات. محطة جدة تعود للعمل تعدّ محطة جدة هي الأكبر كمنشأة. وكان وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس صالح الجاسر قد اكد في حديث لوسائل الإعلام خلال زيارته محطة جدة يوم السبت 6 فبراير الماضي أن أعمال إصلاح المحطة من قبل المقاول تنفذ ضمن إطار زمني يبلغ ثمانية أشهر مع مراعاة أعلى مستويات الكفاءة والسلامة والجودة، على أن تنتهي كافة أعمال الإصلاح قبل موسم الحج القادم 1442ه، مشيراً في حديثه إلى أن أعمال المقاول بدأت فعليًا وأن العمل يسير بكفاءة والتزام عاليين، كما بين الجاسر عزم إدارة المشروع على تشغيل رحلات القطار من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة مرورًا بجدة عبر محطة مطار الملك عبدالعزيز الدولي، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، قبل شهر رمضان المبارك من العام الجاري 1442ه. قطار الشمال في عام 2006م عملت (سار) على تنفيذ وتشغيل شبكة خطوط حديدية تربط أقصى شمال المملكة بالعاصمة الرياض من خلال خط الركاب، وكذلك الموانئ الواقعة على سواحل الخليج العربي بالمنطقة الشرقية من خلال خط المعادن بطول 2750 كيلومترا، وبتكلفة 10 مليارات ريال. يتكون قطار سار من خطين رئيسيين، الأول من الرياض إلى القصيموحائل، ومنها إلى الجوف ثم إلى القريات عند الحدود الأردنية. وفي الجانب الآخر، هناك هذا الخط المهم جدا من الجوف إلى مكامن الفوسفات ومجمع وعد الشمال. أما الخط الثاني فيتفرع، وله أهمية كبيرة في نقل الثروات المعدنية، والبوكسايت تحديدا، إلى مناطق المعالجة والتصدير في رأس الخير، وكذلك إلى المناطق الصناعية في الجبيلوالدمام. بدأ قطار الشمال ينقل الركاب في بداية عام 2017م بين محطات الرياضوالمجمعةوالقصيم، ثم أضيفت له محطة حائل في نهاية عام 2017م، وكذلك محطة الجوف في نوفمبر 2018م، وتم إدراج محطة القريات لتكتمل إضافتها في منتصف مارس من العام القادم، وسيتم تقديم خدمة لأول مره على مستوى المملكة وهي خدمة نقل السيارات على القطار نفسه الذي ينقل الركاب. وجُهِزت قطارات الركاب لتكون متلائمة مع ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن. كما صممت لتوفر الراحة والرفاهية لجميع المسافرين حيث خصصت أماكن للصلاة وربطت عربات القطار بشبكة الإنترنت بالإضافة إلى أنظمة ترفيه وخدمات إلكترونية. وتتوزع على خط الركاب 6 محطات في كل من: الرياض – المجمعة – القصيم – حائل – الجوف – القريات. ويعمل قطار الشمال على تقديم خدمات الشحن العام للبضائع بين تسع محطات، ست محطات في المدن التي تمر بها، إضافة إلى ثلاث محطات في كل من: مدينة سدير للصناعة والأعمال، ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية بحائل، بالإضافة إلى منطقة البسيطا الزراعية. خطط مستقبلية ستكون خريطة السكك الحديدية مختلفة تماما بعد سنوات قليلة، مع إضافة 200 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية إليها. وأهم هذه المشاريع مشروع الجسر البري الذي سيربط شرق المملكة بغربها، بطول 1150 كيلومترا. أهمية هذا الخط لا تتوقف عند نقل الركاب، بل تتعداها إلى نقل البضائع عبر المدن وموانئ الخليج العربي والبحر الأحمر.ومن المتوقع أن يكلف ما بين 50 و60 مليار ريال. وفي شرق المملكة، تشمل المشاريع المستقبلية خط القطار الخليجي، والذي يتضمن 628 كلم داخل الأراضي السعودية بين الحدود مع الكويت شمالا، والحدود مع الإمارات جنوبا. وهناك أيضا مشروع الجسر الجديد مع البحرين ، الموازي لجسر الملك فهد، والذي من المتوقع أن يتضمن خطا للسكك الحديدية. وفي المدى الأبعد، تتضمن الخطة الاستراتيجية لوزارة النقل مشاريع أكثر طموحا، تزيد طول السكك الحديدية إلى 9200 كيلومتر لربط مناطق أخرى شمالا وجنوبا.