تتنافس خمسة ائتلافات على بناء سبع محطات لقطار الحرمين السريع بالإضافة إلى المحطة المجاورة للمسجد الحرام بمكة بطول 444 كيلو متر والذي سوف يربط بين المدينتين المقدستين من خلال جدة ورابغ ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وبتكلفة تصل إلى ستة مليارات دولار ، وكانت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية قد اعتمدت ستة ائتلافات ، وتم الاتحاد بين اثنين منها ، حيث سيقدم الائتلاف المدعوم من خلال مجموعة بن لادن وسبانز اوبراسكون هورت لين الاسبانية (OHL) عرض مشترك، وسوف تكون هناك منافسة من ائتلاف الشعلة والذين تدعمهم المجموعة الكندية للمواصلات، والمجموعة السعودية اليابانية والمدعومة من أكواباور وميتسوبيشي، وائتلاف الراجحي والذي تدعمه مجموعة مادا ، وائتلاف شركة سعودي أوجيه . وتوقع مهندس متخصص في المشروع ( فضل عدم ذكر اسمه ) استلام وثائق العطاءات في موعد أقصاه شهر إذ قال احد المسؤولين لأحد مقدمي العروض " انتهينا من توضيح بعض الاستفسارات من قبل الطرفين وجار إصدار الوثائق"، وأشار إلى أن هذا المشروع هو الجزء الثاني من المرحلة الأولى بعد أن فاز ائتلاف الراجحي بالجزء الأول من المرحلة الأولى وهي عبارة عن عقد الأعمال المدنية للسكة الحديدية بأقل عرض قيمته 6.7 مليارات ريال حيث ستبدأ تبدأ الأعمال الإنشائية ابريل القادم، ويرتبط الجزء الأول بالأعمال المدنية للخط الحديدي ؛ بينما يتعلق الجزء الثاني من المرحلة الأولى ببناء المحطات. أما المرحلة الثانية فهي تشمل تشييد الخط الحديدي وإنشاء نظام الإشارات والاتصالات، وتوريد القطارات والتشغيل والصيانة. ويمثل مشروع قطار الحرمين أحد العناصر الهامة في برنامج توسعة خطوط السكك الحديدية في المملكة ، وسيوفر المشروع عند اكتماله خدمة سريعة وآمنة لنقل الركاب، ويضع المملكة في مصاف الدول التي تقدم خدمة النقل بقطارات الركاب السريعة مما سيكون له بالغ الأثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ، ويعتبر مشروع قطار الحرمين ضرورة ملحة في الوقت الحاضر لعدة اعتبارات من أهمها تنامي عدد الحجاج والمعتمرين عاما بعد عام، حيث يصل عدد الحجاج سنويا إلى ما يزيد على2.5 مليون حاج، إضافة إلى مليوني معتمر في شهر رمضان، هذا فضلاً عن المعتمرين والزوار الذين يفدون إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة في مواسم العطل والإجازات وعلى مدار السنة، ناهيك عن حركة المسافرين المكثفة التي تشهدها أيام الجمعة من كل أسبوع لأداء الصلاة في الحرم النبوي، وكذلك الحركة التجارية بين المدن التي ترتبط بالشبكة. ونقل الطلاب الجامعيين بين المدن الرئيسية الثلاث مكةوالمدينةوجدة. ويتكون المشروع من عدة عناصر هي إنشاء خطوط حديدية مكهربة في منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة بطول يزيد عن 45 كلم مجهزة بأنظمة إشارات واتصالات حديثة ، وتوفير قطارات سريعة بأحدث التقنيات والتجهيزات التي تجمع بين الضرورة والترفيه والمتعة العالية ويتمثل النشاط الرئيس للمشروع في نقل الركاب الذين يمثل غالبيتهم الحجاج والمعتمرين. ويتوقع أن يصل حجم النقل السنوي للمشروع ما يزيد على 3 ملايين راكب سنوياً، حيث تشير الإحصاءات خلال موسم حج عام 1426ه إلى نقل أكثر من3.5 ملايين حاج على الطرق السريعة ما بين مكةالمكرمةوجدةوالمدينةالمنورة، فيما وصل عدد المعتمرين في العام نفسه إلى أكثر من مليوني معتمر. ووفقاً لدراسة أعدتها وزارة الحج عن تطور قطاع نقل الحجاج فإنه من المتوقع أن يتضاعف أعداد الحجاج والمعتمرين خلال الخمس والعشرين سنة المقبلة إلى أكثر من 3 ملايين حاج وأكثر من 11 مليون معتمر، بنسبة زيادة سنوية للحجاج 1.41%، و 3.14% للمعتمرين، وهو ما يحيي الآمال بتوسع نشاط النقل بالقطار على هذا المسار ويشجع على الاستثمار فيه. ويهدف المشروع إلى تخفيف الضغط على الطرق بين المدينتين حيث سيربط القطار السريع ذو التقنية العاليةمكةوالمدينة عبر مدينة جدة من خلال عدة محطات. وتعتبر طاقة إركاب القطارات حلاً فعالاً لتخفيف الاختناقات المصاحبة لتلك الحركة الكثيفة، كذلك الراحة والأمان اللذين يوفرهما القطار وهي عوامل تجعله الخيار الأفضل للسفر حيث إن القطار الكهربائي السريع سوف يصل من المدينةالمنورة إلى جدة في ساعتين ومن جدة إلى مكة في نصف ساعة، يجمع المشروع بين نموذجين من الاستخدامات الحديثة للسكك الحديدية، هما نموذج القطار السريع ونموذج وصلة المطار اللذان أثبتا نجاحهما عالمياً متى ما توافرت الظروف الملائمة، ويربط المشروع عدداً من مراكز الجذب التي تنطلق منها وإليها أعداد كبيرة من المسافرين، ما يعني أن ثمة آثار اقتصادية مهمة ستنعكس إيجاباً على تكلفة الإنتاج وسهولة الحركة ونقل الركاب والشحنات.