في السابع من نوفمبر تشرين الثاني تلقت سارة بيطاشي اتصالا هاتفيا غير متوقع من أخيها أحمد الذي أخبرها إنه بجزيرة جران كناريا الإسبانية. وكان الشاب (19 عاما) قد ترك المغرب قبل يومين على متن مركب متهالك في رحلة محفوفة بالمخاطر للوصول إلى أرخبيل جزر الكناري على بعد نحو 100 كيلومتر. ومثل عدد قياسي من المهاجرين هذا العام كان الشاب يسعى لمستقبل أفضل في أوروبا. بيطاشي (27 عاما) التي تعيش في فرنسا حيث حصلت على الجنسية هناك، لم تكن تعلم هي أو أي من عائلتها بالخطوة التي سيقدم عليها أحمد. وقالت لرويترز "صدمنا. اعتقدنا في البداية أنه ذهب لقضاء عطلة مع أصدقائه لأن طاقة هاتفه نفدت". وبعد أن علمت بمصير أخيها سافرت الأسبوع الماضي إلى جران كناريا وبدأت رحلة بحث مضنية للعثور عليه. وقيل لها إنه من المستحيل العثور عليه، وقالت إن أمهما أصيبت بالإعياء ودخلت المستشفى. وتتذكر بيطاشي هذا الوقت قائلة "كانت (أمي) قلقة للغاية. لم تكن لدينا معلومات عنه، لم نكن نعرف إذا كان حيا". وفي النهاية استطاعت مسؤولة من الصليب الأحمر تحديد مكان أحمد بمساعدة صورة قدمتها بيطاشي. وبعد طول انتظار عادت موظفة الصليب الأحمر بصورة التقطتها بهاتفها لأحمد الذي كان في مخيم للمهاجرين". وقالت بيطاشي "كنت سعيدة للغاية". وفي مساء الاثنين استطاعت أخيرا رؤية أخيها لكن من مسافة نحو 100 متر لأنه محتجز في مخيم للمهاجرين بميناء أرجونيجين. ولم تملك سوى البكاء والصراخ. ويوم الثلاثاء أطلقت السلطات سراح أحمد وانتقل الأخ والأخت إلى شقة استأجرتها سارة.