عندما تضع الكرة الأرضية بين يديك على الطاولة ثم تنظر في الصراعات الدائرة بين الدول تكتشف أنّ الحروب في جميع أنحاء العالم معارك اقتصادية طاحنة لا رحمة فيها للمتكاسل و النائم والمهملوالمتخاذل . حروب تبدأ في مراكز الأبحاث وتنتهي في مباني المصانع ، يزداد سعير هذا الحروب لتبدأ المحادثات لفك الاشتباك في الغرف الهادئة المكيفة في الفنادق الفخمة وتتمّ التنازلات تحت الضغط حيثيتربص السياسُّي الذي يبحث بأظافره عن مصلحة بلاده لالتهام أكبر قدرٍ من الكعكة للانتقال إلى فندق آخر لتبدأ معركة جديدة لا صوت فيها للرصاص على الإطلاق حتى تصل إلى منطقة الشرق الأوسطفتتعجب من كمية الحروب التي تأكل كل شيء . تسيل فيها الدماء أنهاراً يقودها تحالف الشيطان قطر وتركيا وإيران .. كلما بدأت النار تنطفئ بعدما أكلت كل شيء أضرموا ناراً أخرى يكون وقودها الناسوالحجارة في مكانٍ آخر ، تعيث فيها القوى العالمية خراباً من خلف الستار ، تجرب فيها أعتى الأسلحة على أرخص مافي المنطقة هذا الإنسان التعيس الذي لم يبق له أمل بعد خراب بنيته التحتية الهشة ودماربنيته العلوية وتوقف التعليم ودمار دور الصحة و ملايين الهاربين من الجحيم بدون بارقة أمل . لم يبق في خندق المقاومة بمسمى ومواصفات دول حقيقية سوى بلادنا والإمارات ومصر التي تعاني من ضربات الجماعة الإرهابية الإخوانية . تحاول هذه الدول الثلاث أن تتحصن بكل الوسائل لمقاومة هذه الحمم التي تأتي على ظهر الإخوان بوقود الريال القطري والسلاح الإيراني والتركي .. والمستفيد الأول اسرائيل ومن خلفها الدول العظمى بدوناستثناء فالجيفة ملقاة على قارعة الطريق مباحة للطيور الجارحة ، في هذا الجو المعتم كان الدور عظيماً على أبناء هذه الدول للدفاع عن بلدانهم بكل ما أوتوا من قوة . والتكاتف مع حكامهم وتكاتف هذه الدولمع بعضها البعض حتى لا تفترسهم آكلات البشر . ليس هناك مساحة للتفكير إمّا نكون او لا نكون ، لا مكان للضعيف والمريض والخائف والمتردد، وكما قيل الأيدي المرتعشة لا تصنع الأمن . لا مكان للعنصرية والطائفية ، لابد من التصدي لهذه القوى الشريرة على كل الجبهات وبالذات الجبهة الداخلية التي كلما كانت متراصّة متماسكة دحرت أعتى قوى الشر والعدوان .