ما جآدت به قريحة الكاتب محمد بن ناصر الاسمري ولدت لدي مجالا للمشاركة حول المقال فاقول المقال الذي خطه قلمكم في صحيفة الرياض و طرح أفكار او روايا في التحوّل من النخبوية إلى الشعبوية وأن روّاد هذا الإتجاه قد وجدواالوسائل المساعدة لتحقيق توجّهمهم في وسائل التواصل الإجتماعي وبالذات وسيلة الوآتس آب ، حقيقة لقد قرأتُ المقال أكثر من مرّة وقد وجدته من السهل الممتنع فالسهولة فيه عن مضمونه والممتنع فيه صياغته بلغة صعبة وأسلوب عالي الفِكر من الصعب فهم أبعاده وإستدراك معانيه، فيما أعتقد أن دُعاة هذا التحول لم يكن بإرادة مُرتّب لها مسبقاً من قبلهم بل توّفر وسيلة الوآتس بين أيديهم دفعتهم إلى ذلك التحول دون جُهد أو عناء ورغبات متكررة ساقتها سهولة الوسيلة و وصولها إلىالمتلّقي بسرعة قصوى تحقق رغباتهم إلاّ إرادية، وهذا ما أكّدته أبيات الشعر الذي أستشهدتَ بها أنت في مقالك، أن القُدرة تتجلّىٰ في هذ المقال التحاور بين الأفكار المطروحة فيه بمفردات عالية الفهم المتشابهة في اللفظ المختلفة في المعنىٰ، مثل ( ليس لها رؤية ولا روية) و (فصاحة لا إفصاح فيها) و( الريادة والقيادة )، ولكن لا أعتقد أن الأمر يصل إلى مستوى الإنهزام النفسي بقدر ماهو سهولة السياق في تلقّي ما يُنقل عبر الوآتس آب دون البحث والتقصّي، من الصعب جداً أن تبقي على صفوة الفكر في مستوى درجتها المعهودة أمام توفّر وسهولة وسائل التواصل الإجتماعي لأن هذا تيّار قويّ ليس له إتجاه معاكس يمكن أن تقابله به للحد من إنجرافه، عموماً مقال جريّ ربما أنه سيعطي جُرعة قوية لأصحاب المعرفة والفكر لخلق شئ من التوازن بين الثبات على المنهج النخبوي وسهولة وإنتشار الشعبوية ومسك العصا مع المنتصف فلا ضرر ولا إضرار ، وعاش كاتبنا أبا مازن ليطُلّ علينا بسمفونية جديدة من مفردات لغة الضآد التي وصفها حافظ إبراهيم بهذا البيت الشعري الجميل، أنا البحر في أحشائه الدُرّ كامن، فهل سألوا الغوّاص عن صدفاتي. حفظك الله يا أبا مازن وعاش حضورك المتجدد@ مسنشار امني متقاعد