هذا تعقيب على مقال الاخ العزيز محمد بن ناصر الاسمري في صحيفة الرياض عن هل اخترع العرب طير تويتر والحمام الزاجل من كل بحر قطرة ذلك برنامج تلفزيوني كان يذيعه التلفزيون السعودي قبل أكثر من ثلاثين سنة عندما كان التلفزيون السعودي قناتين فقط 1و2 وكان يذيع البرنامج سامي عودة، يأتينا بالأخبار من كل أقطار العالم على شكل مقاطع إخبارية مدعومة بالصور ومقاطع الفيديو وكان لذلك البرنامج متابعين كَثُر لأنه كانمشوّقاًوكان يذاع مرّة واحدة في الأسبوع ، ذلك مثله مثلك كاتبنا وحبيبنا أبو مازن فأنت تجوب البسيطة وتقطف من ثمارها ماهو حسن ومفيد وتتحفنا به بين الحين والآخر كهذة الثمرةفي مقالك هذا عن الطير التوتيتر ، أدبنا العربي بين شعراً ونثراً جعل من الطير بكآفة أنواعه مادة دسمه يمثل رمزية للتعبير والتشبيه عما يكنّه الولهان لحبيبته سواءاً كان نثراًأو شعراً وخآصة طيور الصيد بأنواعها والحمام بأنواعه ومنه الزاجل الذي كان محور مقالك يا أبا مازن وكان أكبر وسيلة إتصال في زمانه، وقد قال أبو فراس الحمداني وهو في الأسر عند الروم:- أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ: أيا جارتا هل تشعرين بحالي ؟ معاذَ الهوى ! ما ذُقتِ طارقة َ النوى ، وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ أتحملُ محزونَ الفؤادِ قوادمٌ على غُصُنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟ أيا جارتا ، ما أنصفَ الدهرُ بيننا ! تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي! تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّ ضَعِيفَة ً، تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَة ٌ، ويسكتُ محزونٌ ، ويندبُ سالِ ؟ لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً؛ وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ! وقال الشاعر عبدالله بن عون، تجرّ الصوت لحالها والحمام سكوت، أليا سمعها راعي الولع ونّ ونّتها. وقال الأمير الشاعر الكبير خالد بن سعود الكبير ، حمام ياشادي الواحة ، هيّظتني يانزيل الروح. الروح ماهي بمرتاحة، من حالها والجروح جروح. والأمثلة كثيرة في إتخاذ الطير رمزية للبوح عن المشاعر أو التعبير عن غاية، وحقيقةً فقد جعلتنا يا أبا مازن نسبح في بحر من المشاعر الوجدانية والفوائد الجمّة التي حواها أدبنا العربي عن الطير في كثير من جوانبحياتنا، يسلم بوحك وفكرك الواسع الذي يأتينا بكل مفيد وجديد بين فترة وأخرى الله يحفظك@