تعتبر قرية محمد عضوان آل دواس الأحمري للتراث والمتاحف الواقعة في مركز بيحان بللحمر على طريق الأمير سلطان السياحي من أبرز المعالم السياحية الواعدة في منطقة عسير. وتضم القرية التي تقدر مساحتها الإجمالية ب 30 ألف متر مربع؛ متحف ونزل ريفية وشقق فندقية ومزارع تقليدية ومساحات مزروعة بالفواكة الموسمية ومساحات مختلفة هيأت وأعدت لمزاولة الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضات التقليدية المعروفة في المنطقة سابقا ومطلات وجلسات، فضلا عن المطلات التي يمكن خلالها ممارسة الطيران الشراعي ورياضة تسلق الجبال، وأماكن الأسر المنتجة لتمكينهم من العرض والبيع والاستفادة المادية من باب التشجيع. وأوضح صاحب القرية محمد عضوان الأحمري أن القرية مكونة من 4 أدوار، يضم الدور الأرضي المتحف، ثم دور الضيافة، بينما اختص الدور الثالث والرابع بأجنحة فندقية بنظام vip مشيرا إلى أن المتحف يضم أكثر من 3 آلاف قطعة أثرية لأقسام متعددة، تحكي عن نمط الحياة والموروث الشعبي في بلاد بللحمر. وأبان الأحمري أن القرية بنيت على رؤية سياحية، حيث يمثل عدد من الأجنحة تضم معروضات تشرح حياة الإنسان في منطقة عسير وطريقة معيشته وحرفة وإبداعاته ومقتنياته على مدار مئات السنين، وأجنحة الحرف ووسائل الزراعة والري والنجارة والصناعة والإنارة وأدوات البناء المختلفة، ويمثل جناح الرجل والمرأة تصوير حي لمراحل وطبيعة الحياة والاستعمالات المختلفة من أدوات الزينة والاطياب والملابس والحلي ونماذج لملابس المرأة والرجل على مختلف الأعمار وملابسه وسلاحه واستخداماته المختلفة مثل أدوات الخياطة، كما تضم الصالة الرئيسة نماذج من العملات المعدنية من العهد الأموي والعباسي حتى الآن، والعملات الورقية من عهد المؤسس الملك عبد العزيز وحتى الآن، والمخطوطات والمناهج التعليمية والأسلحة والفخاريات وعدة القهوة والصيد، ونماذج من مختلف الأسلحة على مدار مئات السنين، ويحتوي ركن المطبخ العسيري وهو يمثل مطبخ المرأة في منطقة عسير واستخداماته التقليدية على مدار قرون وتختلف باختلاف المكونات والموجودات وطريقة الاستخدام. وأضاف: "الدور الأول من المبنى يشتمل على المجالس الرئيسية التقليدية المهيأة لاستقبال ضيوف القرية، حيث أنه مكتمل التجهيزات."، والدور الثاني والثالث من المبنى يضم عدد 6 أجنحة نفذت على الطابع التراثي لمنطقة عسير، والدور الرابع منه يضم المطبخ العلوي وملحقاته". وتابع الأحمري: "القطع الموجودة قد ترجع إلى تاريخ ما قبل 200 سنة، فالمتحف يعبر عن كل مرحلة من مراحل الحياة القديمة ومقتنياتها من أواني فخارية وأدوات طهي بما يحكي عن كل ما يخص إنسان المنطقة وحياته وطعامه وعمله ومهنته وتربيته للحيوانات، كما يدقق المتحف في مطبخ المرأة العسيرية في الجنوب وأدوات الطهي والرحى والمرهكة وطريقة الطهي وإعداد الأطعمة وشكل الدلال وأنواعها ومسمياتها". وذكر الأحمري أنه يجمع هذا الإرث الثقافي منذ 30 عاماً، لاهتمامه بالتراث وعشقه له والذي حاول أن يجسده في هذا المتحف، وقال إن ضيوف القرية من عشاق التراث الذين يريدون أن يعودوا إلى العيش في أجواء الزمن القديم، مبينا أن الكثير من الناس يعشقون الحياة في الجو التراثي الذي توفره القرية من ناحية شكل الأثاث والضيافة والجو العام، ناهيك عن وجود مزرعة في الموقع تقدم الفواكه الموسمية ليعيش الزائر الجو التراثي بالكامل وكأنه في قرية قديمة بكل ما تحتويه. وكشف أنه يخطط لإيجاد بعض الرياضات في القرية مثل الهايكنج والطيران الشراعي والتي تعتبر من أهم مصادر الجذب في منطقة عسير، خاتما حديثه قائلا: "لقد شجعني على هذا العمل الاهتمام الكبير من القيادة في بلادنا بالجانب السياحي والترفيهي، وكون ذلك ضمن رؤية 2030، مؤملين بالدعم من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والذي يرعاه رائد السياحة في بلادنا الأمير سلطان بن سلمان".