وقّعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة بقطاع الآثار والمتاحف وجامعة باريس الأولى ممثلة بقسم تاريخ الفن وعلم الآثار، على تمديد اتفاقية تعاون مشترك لأعمال المسح الأثري لموقعي وادي مطر ووادي شامي بفرسان في منطقة جازان. ووقّع الاتفاقية في مقر الهيئة أمس الثلاثاء من جانب الهيئة المشرف على قطاع الآثار والمتاحف الدكتور حسين أبو الحسن، ومن جانب جامعة باريس الأولى رئيسة الفريق الفرنسي في المشروع السعودي الفرنسي لمسح المواقع الأثرية في جزيرة فرسان الدكتورة سولين ماريون دي بروس. وأوضح الدكتور حسين أبو الحسن أن الاتفاقية تهدف إلى تبادل الخبرات بين الجانب الفرنسي والجانب السعودي والاستفادة من المناهج العلمية المختلفة في مجال المسح والتنقيب على الآثار، مشيراً إلى أن الاتفاقية استمرار للاتفاقيات التي عملت عليها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع أبرز الجامعات والمراكز والمعاهد المتخصصة على مستوى العالم في مجال الآثار والمتاحف. وأضاف أن الاتفاقية تضمنت عدة عناصر منها نقل الخبرات، والاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال استكشاف الآثار وترميمها والمحافظة عليها، إضافة إلى عرض وتأهيل وترميم المواقع الأثرية التي يتم استكشافها والنشر العلمي بمنهجية علمية متعارف عليها على مستوى العالم عن الموقع. وأشار الدكتور حسين إلى أن الهيئة بدأت هذه الاتفاقيات منذ أن استلمت نشاط الآثار والمتاحف حيث حرصت على تطوير هذا المسار ومتابعته بشكل دقيق حتى لا يخرج عن الإطار المحدد له، مبينا أن الهيئة وقعت حتى الآن ما يزيد عن 34 اتفاقية مع عدد من الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية المتخصصة داخل المملكة وخارجها حيث تعمل الجامعات والمعاهد الأجنبية مع فرق سعودية نظيرة لهذه البعثات. من جانبها، أوضحت رئيسة الفريق الفرنسي الدكتورة سولين أن الاتفاقية تشمل دراسة جميع المواقع الأثرية في جزيرة فرسان خلال الفترة ما قبل الإسلام إلى الفترة الإسلامية المبكرة، مشيرة إلى أن المملكة تقف على أرض شكلت نقطة اتصال بين حضارات العالم، واحتضنت حضارة أثرت في التاريخ الإنساني وآثرته. تجدر الإشارة إلى أن البعثة السعودية الفرنسية لمسح موقعي وادي مطر ووادي شامي بفرسان في منطقة جازان تعمل منذ عدة سنوات في هذا الموقع، ومن أبرز نتائج البعثة تسجيل العديد من المواقع في وادي مطر والتي ينتمي معظمها للفترة الإسلامية، وتسجيل عدد من المباني والوحدات المعمارية، والعثور على عتبات أبواب نقش على بعضها كتابات بخط المسند الجنوبي، فضلاً عن جمع العديد من الملتقطات السطحية الفخارية تحمل تأثيرات من جنوب الجزيرة العربية يمكن إرجاعها مبدئياً للقرون الأولى من الألف الأول قبل الميلاد، والفخار الروماني من القرنين الأول والثاني الميلاديين. l