سجلت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني 18 موقعا أثريا في محافظة البرك بسجل الآثار الوطني ، كما قامت بحماية أكثر من 10 مواقع أخرى كمرحلة أولى . ويوجد بالبرك عدد من المواقع الأثرية ، ومنها مسجد أبي بكر الصديق الذي بناه عند الهجرة للحبشة ولا زالت معالم المسجد واضحة إلى الآن ، إضافة إلى ذلك تعد البرك طريقاً للحجاج القادمين من جنوب الجزيرة العربية . محافظة البرك تتبع إمارة منطقة عسير في الوقت الحالي ، بعد أن كانت حتى عهد قريب تتبع إمارة مكةالمكرمة وأغلب سكان البرك في الوقت الحاضر من بني هلال ، وهم يعتقدون أنهم امتداد للقبيلة العربية المشهورة التي عرفت بهذا الاسم وإليها ينتمون بجذورهم البعيدة . وبرك الغماد أو البرك من المواقع التهامية المعروفة عند الجغرافيين العرب الذين أشاروا إلى موقعها ، وإلى الأهمية التاريخية لها ، حيث ذكرت بعض المصادر أنها مرتبطة بعبدالله بن جدعان- أحد زعماء قريش في الجاهلية- على أنه مات ودفن بها ، مما يدل على أن البرك معروفة منذ ما قبل الإسلام ، أما الهمداني فيذكر أن البرك تقع في حرة كنانة ثم يورد حديث سعد بن معاذ الأنصاري والمقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنهما في غزوة بدر، حينما قالا للنبي صلى الله عليه وسلم : " لو اعترضت بنا البحر لخضناه، أو قصدت بنا برك الغماد لقصدناه " . والبرك من المواقع التاريخية القديمة في تهامة ، وكان لموقعها على الطريق بين مكة واليمن أهمية اقتصادية وحربية كبيرة ، لذلك اٌعتنى بتحصينها وتسويرها منذ وقت مبكر ، ولا تزال بقايا أسوارها شاخصة إلى اليوم ، حيث كانت البرك محاطة بسورين : أحدهما داخلي وحديث البناء نسبياَ ، وربما لا يبعد كثيرا في بنائه عن مائتي سنة خلت ، أما الآخر فخارجي قديم ، ومن المحتمل أنه هو الذي بُني في عهد السلطان الملك المنصور عمر بن رسول سلطان اليمن في سنة 628ه / 1230م ، وذلك حتى يحمي نفسه من غزوات الأيوبيين عن طريق الحجاز ، بعد أن أعلن استقلال دولته عنهم باليمن وقطع ارتباطه بسادة بني أيوب في مصر والحجاز ، وربما أدخلت بعض التجديدات على هذا السور في أوقات متأخرة