يستخدم المراهقون والشباب السماعات حين يريدون الاستماع للموسيقى عبر الأجهزة التكنولوجية الحديثة أو حين ممارسة بعض ألعاب الفيديو أو ألعاب الكمبيوتر أو حين الاتصالات الهاتفية، خاصة أثناء قيادة السيارة، ووفقا لما نشرته صحيفة القبس الكويتية فان علماء من مختبر «بيبادي إيتون» في كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية يحذرون من مخاطر الإسراف في استخدام هذه السماعات حتى في حال التحكم بالصوت وخفضه، إذ انها تزيد احتمالات الإصابة بضعف السمع وربما فقدانه في النهاية. فمن المعروف أن آلية السمع تمر بعدة مراحل، أولاها دخول الموجات الصوتية إلى القناة السمعية في الأذن إلى أن تصل إلى الغشاء السمعي (طبلة الأذن)، الذي ينقل بدوره الاهتزازات الصوتية إلى الأذن الوسطى، حيث العظيمات الثلاث، ومنها إلى الأذن الداخلية المسماة قوقعة الأذن، وهي بالفعل على شكل قوقعة. توجد داخل القوقعة شعيرات سمعية يقدر عددها ب18 ألفاً في كل أذن، ولو جمعت كلها لكان في الإمكان وضعها على رأس دبوس. وهي شديدة الحساسية للموجات الصوتية التي تحركها في كل الاتجاهات وفقاً لقوة الذبذبة. تقوم الشعيرات السمعية بتحويل الذبذبة الصوتية إلى إشارات ونبضات كهربية يتم إرسالها إلى الدماغ عن طريق الأعصاب السمعية، ويقوم الدماغ حينها بإبلاغ صاحب العلاقة بأنه يسمع أصواتاً، ويحدد له نوعية هذه الأصوات وقوتها ومصدرها وكل المعلومات المتعلقة بها. هنا بيت القصيد، فالصوت العالي عبر السماعات أو من دونها يمكن أن يثني الشعيرات السمعية ويلحق بها ضرراً بالغاً، وربما يقصفها ويقتلها فلا تعود قادرة على إرسال إشارات سمعية إلى الدماغ، وبالتالي الإصابة بضعف السمع وطنين الأذن. يوضح العلماء أن الشعيرات السمعية تكون في صفوف مستقيمة وعندما تموت شعرة أو أكثر لا يستطيع الجسم تعويضها. الدكتور شارلز ليبرمن مدير المختبر يقول إن الشعيرات السمعية المتضررة بفعل الصوت العالي لا تعود قادرة على الاستجابة للأصوات، وبالتالي تفقد قدرتها على التواصل مع الدماغ، وان السماعات تعمل على تركيز الموجات الصوتية بصورة تؤذي الشعيرات الحساسة جداً