عرف علماء التشريح وعلم وظائف الأعضاء عملية السمع بأنها عملية شديدة التعقيد، حيث يمكن للأذن البشرية أن تسمع كل شيء يتحرك، حيث تحدث تلك الحركة صوتًا يمكن للأذن التقاطه، ويتكون الصوت من اهتزازات لجزئيات الهواء التي تنتقل في موجات، ثم تدخل هذه الموجات إلى الأذن، حيث تتحول إلى إشارات عصبية ترسل إلى الدماغ الذي يقوم بدوره بترجمة هذه الموجات إلى أصوات. وللأذن وظيفة أخرى بالإضافة للسمع وهي حفظ التوازن، فهي تحتوي على أعضاء خاصة تستجيب لحركة الرأس فتعطي الدماغ معلومات عن أي تغيير في وضع الرأس، فيقوم الدماغ ببعث رسائل إلى مختلف العضلات التي تحفظ الرأس والجسم ثابتين، كما هو في حال الوقوف أو الجلوس أو السير أو أي حركات أخرى. وتجمع الأذن (أو الصيوان) الصوت وتنقله بشكل ميكانيكي عبر غشاء الطبلة، والعظيمات الثلاث إلى القوقعة في الأذن الداخلية، ومن ثم تحول خلايا القوقعة الصوت إلى نبضات كهربائية فترسله إلى مركز السمع عبر العصب الثامن، ومنها إلى الدماغ فتتحقق عملية السمع. وتتكون الأذن من ثلاث أجزاء رئيسية: 1- الأذن الخارجية: وتتكون من صيوان الأذن والقناة السمعية والغشاء الخارجي من طبلة الأذن. 2- الأذن الوسطى: وتتكون من العظيمات الثلاث، وهي المطرقة والسندان والركاب. 3- الأذن الداخلية: وتتكون من القنوات شبه الهلالية والدهليز والقوقعة. وظيفة الأذن الخارجية وغشاء الطبلة. الأذن الخارجية ليس لها وظيفة مهمة عند الإنسان لأن عضلات الصيوان ضامرة فلا تتحرك إلا نادرا (عند الحيوان عضلات الصيوان تساهم بتحريكه نحو مصدر الصوت بفعالية مهمة). * أهمية الصيوان إذا تتلخص بشيء واحد وهو تحديد مصدر الصوت وذلك بالزمن الفاصل بين وصول الصوت لكلا الصيوانين. * مجرى السمع: مجرد وسط ناقل إلى غشاء الطبل. وتتسم الأذن الداخلية بتركيبتها المعقدة، فهي المسؤولة عن عمليتين حيويتين: 1- عملية السمع والمرتبطة بالنظام السمعي (Auditory system) وتقوم بها القوقعة والعصب السمعي. 2- عملية الاتزان وهي مرتبطة بما يعرف بجهاز الدهليز التيهي (Vestibular labyrinth) وتتكفل القنوات الهلالية بهذه المَهمة، ولن يتم هنا التطرق إلى موضوع التوازن، إلا أن الجدير بالإشارة هو أن بعض المصابين بضعف السمع الوراثي يعانون خللًا في عملية التوازن إضافة إلى المشاكل السمعية. النظام السمعي: تتمثل عملية السمع في تحويل الموجات الصوتية (التي تصل للأذن الداخلية عبر الفتحة البيضاوية من الأذن الوسطى) إلى إشارات كهربائية ومن ثم تبثها إلى مراكز السمع العليا في المخ عبر العصب السمعي. تقوم الأذن الخارجية والوسطى بتوصيل الموجات الصوتية (الميكانيكية) إلى الأذن الداخلية، ويتم ذلك عبر الفتحة البيضاوية، المغطاة بغشاء مشابه لغشاء الطبل.كما يلتصق بغشاء الفتحة البيضاوية الركاب من جهة الأذن الوسطى. ولذا نجد أن المطرقة ملتصقة بغشاء الطبل، بينما الركاب ملتصق بغشاء الفتحة البيضاوية وبين هاتين العظمتين عظمة السندان. فإذا «قرع» الصوت غشاء الطبل، فإنها تهتز وتنقل الصوت إلى المطرقة ومن ثم إلى السندان ثم إلى الركاب.ثم يقوم الركاب بهز غشاء الفتحة البيضاوية فينجم عنه سحب ودفع للغشاء (كالمكبس بالتمام). فيحرك السائل الموجود خلف الغشاء، المسمى بالسائل البريلمف perilymph. أما على نطاق الاتزان: فإن الأذن الداخلية تحتوي على القنوات الهلالية semicircular canals وهي سلسلة تحتوي على ثلاث حلقات متصلة مع بعضها، وظيفتها حفظ توازن الجسد. وعند حركة الرأس والجسم يتحرك السائل الذي بداخل هذه القنوات فينتج منه نبضات كهربائية لتصل إلى عصب الاتزان، والذي يلتقي بالعصب السمعي مشكلين بذلك العصب الثامن والذي يتصل بالدماغ. كما يلتقي العصب السمعي مع عصب الاتزان والعصب المسؤول عن تعبيرات الوجه (العصب الخامس) في منطقة في الدماغ، وهذه المنطقة تتكفل بوظائف حيوية عديدة كضغط الدم والنبض والتأهب الجسدي المفاجئ وغيرها.