يعتقد عدد من العلماء أنهم توصلوا إلى وسيلة لعلاج مرض النوم، وذلك باستخدام بكتيريا داخل ذبابة تسي تسي التي تنقل المرض إلى البشر. وعلى غرار البكتيريا النافعة الموجودة داخل جسم الإنسان، توجد بكتيريا نافعة داخل عضلات الذبابة وغددها اللعابية. وقام خبراء في بلجيكا بتعديل وراثي على هذه البكتيريا، حتى يمكنها مقاومة الطفيل الذي تحمله الذبابة. ونشرت آخر نتائج أبحاث العلماء في مجلة "Microbial Cell Factorie" العلمية. ويعتبر مرض النوم، أو "مرض المثقبيات الافريقي البشري"، أحد أكثر الأمراض انتشارا في مناطق عدة في افريقيا وهو مرض قاتل. وبالرغم من تراجع عدد الأفراد المصابين بالمرض بفضل تحسن القدرة على التشخيص وتطور العلاج، فقد سجل أكثر من 7000 حالة جديدة خلال عام 2010. وينتقل الطفيل المسبب لمرض النوم إلى البشر عبر لدغة ذبابة تسي تسي الحاملة هذا الطفيل. وأعراض المرض هي الحمى والصداع وآلام في المفاصل وشعور بالحكة، وفي المراحل المتقدمة من الإصابة تصيب الطفيليات الجهاز العصبي المركزي للإنسان ما يؤدي إلى أن يعاني المريض من حالة أرق واضطرابات في النوم. وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة حال عدم حصول المريض على العلاج. إلا أن أغلب وسائل العلاج المتوفرة حاليا تصاحبها أعراض جانبية مزعجة. ويعد العلاج بواسطة أحد مشتقات الزرنيخ أكثر وسائل العلاج شيوعا منذ خمسين عاما ولكن هذه الوسيلة تسبب آلاما شديدة، بل وقد تؤدي إلى الوفاة. ويسعى العلماء إلى ايجاد بديل لهذا العلاج الذي تسبب في وفاة ما بين 5 في المئة و20 في المئة ممن يتلقونه. ويركز فريق البحث البلجيكي من معهد "الطب الاستوائي داخل مدينة أنتويرب" على ايجاد وسيلة للقضاء على طفيل المسبب للمرض الذي تحمله ذبابة تسي تسي. وتمكن الفريق من العثور على بكتيريا داخل جسم الذبابة يمكن استخدامها في مهاجمة الطفيل من الداخل. وعندما قام العلماء بإحداث تغيير في جينات البكتيريا وجدوا أن هذا التغيير أدى إلى انبعاث أجسام مضادة صغيرة مقاومة للطفيل. ويأمل الباحثون أن يساعد ذلك على إنتاج أجسام مضادة يمكنها قتل أو إعاقة نمو الطفيل. ويقول ديفيد هورن، من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي: "يركز الهدف حاليا على إنتاج توكسين يكافح نشاط الطفيليات داخل جسم الذبابة .