قال موقع انباء موسكو من عجائب الأقدار أن تستقبل دمشق 15 أسيرا تم تحريرهم في إطار عملية التبادل الأخيرة بين "حماس" والإسرائيليين وتقيم لهم احتفالات صاخبة في وقت تجاهلت أن الصفقة اشتملت على تحرير أسير من الجولان السوري المحتل هو وئام عماشة الذي قضى في سجون الإحتلال أكثر من عشر سنوات واستقبلت دمشق خبر الإفراج عن وئام عماشة، الأسير السوري الوحيد في صفقة تبادل الأسرى، الثلاثاء، بصمت مطبق، متجاهلة هذا الحدث المفرح، ويبدو أن الموقف السوري الرسمي البارد، جاء رداً على مواقف عماشة المساندة للثورة السورية والمناهضة لسياسة النظام "القمعية والدموية"، التي أعلن عنها من سجن جلبواع في وقت سابق. وكان الأسير وئام قد وصل إلى بيته في الجولان السوري المحتل، أمس الثلاثاء، بعد أكثر من 10 سنوات قضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية عملية زرع ألغام والتخطيط لاختطاف جنود إسرائيليين. ولم يلق خبر الإفراج عن عماشة أي اهتمام رسمي من دمشق، إذ تم تجاهله بشكل كامل، ولم يكن موقف دمشق بالغريب أو المفاجئ، فقد توقع الجميع هذا الأمر بعد أن قام الأسير قبل أشهر في سجنه، بإلإضراب عن الطعام، واصفا إضرابه ب"السياسي" تضامنا مع الثورة السورية وضد "القمع البعثي". وصرح عماشة في رسالة كتبها من معتقله بأنه يجب "تغيير شكل الحكم من نظام الحزب الواحد الشمولي، إلى دولة مدنية حديثة ديمقراطية تضمن مشاركة الشعب"، مؤكدا انه لا يمكن "القفز عن الدماء التي سالت نتيجة القمع الذي مارسه النظام". وقال: "دولة النظام السوري لديها ازدواجية بالمعايير، من ناحية تدعي حماية المقاومة، ومن ناحية أخرى تقمع وتقتل وتسلب الحريات". كما واستنكر عدم وجود أي ضغوط جدية على النظام لوقف "القمع ضد الشعب السوري"، وعدم اتخاذ أي "خطوات رادعة تؤدي لسحب الجيش". وأنهى وئام رسالته قائلاً: "هذه رسالتي أنا كأسير سوري ناضل ضد الاحتلال، وهذا لا يمنعني من أن أكون وراء الثوار، انطلاقا من مبدأ أن الحرية لا تتجزأ، كما النضال لا يتجزأ، إن كان ضد الاحتلال أو ضد النظام القمعي الدكتاتوري". وكان عماشة قد وصل أ الثلاثاء، إلى قريته بعقاتا في الجولان المحتل، وسط احتفالات عمت المنطقة رفعت فيها الأعلام السورية والفلسطينية. ومن جانبها هنأت لجان التنسيق المحلية في سورية الأسير المحرر، وتطلعت في بيانها إلى ذلك "الأفق القريب الذي تلوح فيه حرية شعبنا البطل على امتداد الأرض السورية، من نظام القهر الذي جثم على صدرها زهاء نصف قرن.. تلك الحرية الكفيلة وحدها بتحرير أرضنا المحتلة، التي عجز النظام عن استعادة شبر واحد منها رغم كل ادعاءات المقاومة والممانعة المزعومة".