لم يمنع الحراك والزخم السياسي الذي تشهده مصر منذ ثورة 25 يناير، والذي اشتدت وتيرته في الآونة الأخيرة، المصريين من الاحتفال والتمتع بحلول شهر رمضان وإقامة مظاهره، ولكن هذه السنة بنكهة مختلفة، نظراً إلى الحالة السياسية الجديدة التي تعيشها مصر بوصول أول رئيس منتخب إلى سدة الحكم، اضافة الى تصاعُد حالة الإستياء في الشارع بسبب تأخر الرئيس في تسمية رئيس الحكومة لتأليف حكومة جديدة، وتصاعُد الخلافات داخل القيادة السياسية في شأن إبقاء حكومة الدكتور كمال الجنزوري لمدة ثلاثة أشهر أم إزاحتها، إلى جانب تصاعد الأزمات اليومية في مجالات المرور والنظافة والعيش والوقود. وعلى رغم حالة الاحتقان والفوضى التي تعيشها مصر في الوقت الراهن من إضرابات واعتصامات وقطع سكك الحديد وإزالة الخطوط التي تسير عليها القطارات، وارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء عن مناطق عدة ومناشدة وزير الكهرباء المصريين عبر الصحف وقنوات التلفزيون ترشيد استهلاك الكهرباء بخاصة في وقت الذروة الذي يبدأ بعد غروب الشمس لمدة ساعتين، قفز المصريون عن كل الأحداث والتطورات بحرصهم على استقبال رمضان استقبالاً يليق بمكانته في نفوسهم كعادتهم كل عام، ويمكن أن نلمس ذلك في الشوارع والطرق والأزقة والحارات حيث أقيمت خيام بيع الفوانيس والياميش، وأضيئت الشوارع وزُيّنت بالورق الملوّن والفوانيس، كما زيّنت المساجد وأنيرت وانتشرت موائد الرحمن. وازدحمت الشوارع بمن يريد شراء حاجاته، وبدأ التهافت على أسواق التمور بكل أنواعه. تتغير الأسماء التي تطلق على التمور طبقاً للعوامل والظروف الاجتماعية، فقبل الثورة كان يسمى بأسماء الفنانين والمشاهير، فيما تحوّل بعدها الى «بلح الشهداء والثورة». وجديد هذه السنة، تصدر الأصناف بلح «المجلس العسكري والمشير»، فهو الأجود والأغلى، ومن ثم يأتي تمر «مرسي». واصطبغت أسماء التمور هذه السنة بطابع الثورة لتعكس مزاج المصريين، وسعى التجار من وراء إطلاق هذه الأسماء إلى زيادة الإقبال على أنواع التمور التي ارتفعت أسعارها عن العام الماضي بنسبة 30 في المئة، بعكس بقية أنواع الياميش التي احتفظت بأسعار العام الماضي تقريباً، بسبب وجود مخزون وافر لم يتسنَ تصريفه. وبخلاف أسماء المطربات، اختفت من أسواق التمور أسماء أخرى لمشاهير ولاعبين كان التجار يطلقونها على الأنواع المختلفة للتمور في السنوات الماضية، مثل تمر «نصرالله»، أو «شهداء الأقصى»، أو «بن لادن»، أو «أبو تريكة» أو «جدو» (الأخيران لاعبا كرة قدم)، أو «أوباما» أو «البرادعي»، إضافة إلى «كرومبو» الذي كان يمثل شخصية كرتونية شعبية لإعلان يعرض على القنوات التلفزيونية. وعلى رغم ارتفاع الأسعار، شهدت أسواق التمور إقبالاً متزايداً من الأسر المصرية بعد طرح أنواع مختلفة منها، مثل «المشير» و«المجلس العسكري» و«هيلاري كلينتون» التي رفع بعضهم لها شعار «متشتريش تمر هيلاري كلينتون» تعبيراً عن رفضهم السياسة الأميركية في الشأن المصري. وإلى جانب الأنواع الأكثر شهرة، راجت في الأسواق تمور «الثورة»، «الأبطال»، «الشهداء»، و«الحرية». وبلغ سعر كيلوغرام تمر «المجلس العسكري» 10 دولارات كأعلى سعر، أما تمر «المشير» فيقُدّر ب 9 دولارات. ويبلغ سعر تمر الشهداء نحو 6 دولارات. وتتنافس في الساحة أيضاً تمور «الأبطال» و«الحرية» و«مصر وطن واحد» و«شباب الثورة» الذي وصل سعر الكيلوغرام منه إلى ثلاثة دولارات.