صدرت عن المركز القومي للترجمة ترجمة الأعمال الكاملة للشاعر الأمريكي "إدجار آلان بو " ترجمة وتقديم القاصة المصرية غادة الحلواني، ومراجعة الكاتب الروائي إداور الخراط، وذلك ضمن سلسلة الشعر التي تشرف عليها الدكتورة رانيا فتحي. وصدر المجلد الأول بعنوان " وادي القلق ". تشير القاصة والمترجمة غادة الحلواني في مقدمتها للكتاب والتي أهدتها إلى المفكر السياسي الراحل الدكتور محمد السيد سعيد إلى أن تأثير بو على الأدب الغربي بات اليوم حقيقة لا جدال فيها، بسبب بودلير الذي ترجم أشعاره إلى الفرنسية في ترجمة رائعة عرفته فرنسا من خلالها؛ وبسببها احتفى به كبار نقاد الغرب وبدا ممثلًا لجوهر الأدب الأمريكي في ذروته. واهتم النقاد بحياة "بو" المضطربة والتي أدت لاتهامه اتهامات قاسية سقطت مع تحولات التاريخ، فالبعض يراه إلها مزيفًا، وآخرون نظروا إليه باعتباره شاعرا من المرتبة الأولى؛ لكن تأثيره يظل عميقًا وتدلل الحلواني على ذلك بالحفاوة التي يجدها شعره في المواقع الالكترونية العربية أيضا. وتكشف الحلواني من خلال مقدمدمتها إلى وجود خمس طبعات لأعمال "بو"، وقد اعتمدت على النسخة الأخيرة التي اتفق الجميع على أن كافة قصائدها تنسب له والتي صدرت عام 1849. بالإضافة إلى الصعوبات الجمة التي واجهت محاولات جمع أعمال "بو" لتفرقها في دوريات كثيرة وبسبب ولع صاحبها بمراجعة قصائده في كل نسخة من النسخ التي ظهرت أثناء حياته. وأشارت الحلواني إلى الثيمات الرئيسية التي سيطرت على كتابات بو أبرزها الموت، وحالة الضحية والمراقبة، والإصرار الشديد على التذكر، وعلى الرغم من أنه مات في الأربعين إلا أن قصائده تكشف معرفة عميقة بثقافات العالم، ومن بينها الثقافة الإسلامية وتدلل المقدمة على ذلك بعناوين بعض القصائد القريبة من سور القرآن الكريم . وتضم الترجمة بعض التصورات التي صاغها "ادجار آلان بو" حول تجربته الشعرية فيما أسماه بالمبدأ الشعري كاشفا عن الماهية الحقيقية للشعر كما يعتقدها . سافر في مراهقته إلى بريطانيا ودرس هناك لخمس سنوات، ثم التحق بجامعة فيرجينيا في ولاية فيرجينيا حيث أظهر تفوقا كبيرا في دراسة اللغات والآداب، لكنه اضطر إلى ترك الجامعة بعد ثمانية أشهر لمشاكل مالية. ثم التحق بالجيش الأمريكي وقبل هذا تمت كتابة ونشر شعره، كما ساعده أصدقاءه وأعطوه الأموال التي احتاج إليها، استمر كتابة الشعر والقصص، وفي عام 1832 م انتقل بو إلى مدينة بالتيمور التي مات فيها عام 1849 م، وفي سن الأربعين وحتى الآن لايزال سبب وفاته ومكان قبره لا يعرفهما أحد