قال الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية /أجفند/ إن الإحصاءات المرصودة عن البطالة والفقر في المنطقة العربية مخيفة جدا وتفكيك هذه الأرقام وتحليل مضامينها يضعنا أمام معضلة لا مفر من مواجهتها بطرق عملية واليات محددة ، لافتا إلى أن قضايا التنمية العربية متداخلة إلى حد التعقيد وأن العمل المطلوب هو العمل المؤسسي والعلمي لأنه أقصر الطرق للدخول في وعي الفئات المستهدفة بالتنمية ولوضع الحلول بالنظر نحو أفق بعيد. جاء ذلك في كلمة له في إطار أعمال مؤتمر العمل العربي في دورته الثامنة والثلاثين المنعقد حاليا بالقاهرة وذلك من خلال المائدة المستديرة التي حملت عنوان /حفز الاستثمارات لمواجهة البطالة وتخفيف حدة الفقر/. وأوضح أنه منذ سبعينيات القرن الماضي استقبل الاقتصاديون مفهوم الإقراض الصغير وتلازمت معه القناعة بقدرته التي لا يستهان بها ولا شك أنكم تتابعون تطور هذا المفهوم حتى فرض نفسه وبدأت مؤسسات الإقراض الصغير تنتشر وتشتهر حتى في معاقل الرأسمالية مشيرا إلى أن الاستثمارات الصغيرة تكون أكثر جدوى إذا اقترنت مع المبادرات الإجتماعية التي تؤسس لتغييرات حقيقية في واقع الفقراء. ولفت سموه إلى أن الجميع في برنامج الخليج العربية للتنمية تجاوبوا مبكرا مع مفهوم الإقراض الصغير ومتناهي الصغر فتم البدء بمشروع بنوك الفقراء منذ منتصف التسعينيات وهو يتقدم بصورة تبعث على التفاؤل خاصة وأن الدول العربية لم تعد تتوارى خجلا عن الإعتراف بوجود الفقر والفقراء بيننا. وأشار إلى أن من النماذج التي لدينا مشروعات صغيرة جدا نمت بجهد نسائي وبقروض بنك الفقراء وتحققت قصص نجاح عديدة تجسدت في أرامل تحدين الظروف وأقبلن على الحياة ونجحن وشباب غيروا مسار حياتهم ، وقد استفاد من القروض حوالي مليون مواطن عربي فقير أي 200 ألف أسرة في الوطن العربي وبذلك نكون قد أوجدنا فرصا جديدة للعمل قللنا بها من نسبة البطالة. وأضاف أن بنوك الفقراء تستقطب التقدير العالمي وتقدم نماذج النجاح فقد فاز بنك الفقراء في اليمن / بنك الأمل للإقراض الصغير / أحد أهم بنوك أجفند لمكافحة الفقر بالمركز الأول في مسابقة عالمية حول التمويل الأصغر. وأكد الفكر الإنساني مشترك عام فإن تعميم نماذج النجاح يحقق حاجة إنسانية لافتا إلى أنه تم إنشاء جائزة أجفند الدولية للمشروعات الريادية المخصصة هذا العام للمشروعات التي تستهدف الشباب تكافح البطالة بينهم.