حذر صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية ان الإحصاءات المرصودة من أن واقع البطالة والفقر في المنطقة مخيفاً جداً وينبئ بخطر عظيم مشيراً إلى أن أرقام البطالة والفقر وتحليل مضامينها، يضعنا أمام معضلة لا مفر من مواجهتها بطرق عملية وآليات محددة، وقال في مداخلة لسموه بعنوان “حفز الاستثمارات لمواجهة البطالة وتخفيف حدة الفقر” أمام اجتماع المائدة المستديرة لمنظمة العمل العربية بالقاهرة العقد الاجتماعي العربي ألقاها نيابة عنه د. ناصر بكر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية : قضايا التنمية العربية متداخلة إلى حد التعقيد، ولذلك المطلوب هو العمل المؤسسي والعلمي لأنه أقصر الطرق للدخول في وعي الفئات المستهدفة بالتنمية، ولوضع الحلول بالنظر نحو أفق بعيد. وقال: لا أزعم انني أتحدث حديث الخبير المتخصص، ولا أسرد آمالاً مجردة، ولكن هي تجارب واقعية أعايشها وألمس نتائجها.. وهي مهما بدت بسيطة فلها دلالاتها.. سأحاول حصر حديثي في محورين اثنين الأول، ما يمكن أن نسميه “المفهوم العالمي الجديد للاستثمار”. والمحور الآخر إطلالة على تجربة برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” في مكافحة الفقر والبطالة. وأشار إلى أنه منذ سبعينيات القرن الماضي استقبل الاقتصاديون مفهوم الإقراض الصغير وتلازمت معه القناعة بقدرته التي لا يستهان بها، ولا شك أنكم تتبعون تطور هذا المفهوم حتى فرض نفسه.. وبدأت مؤسسات الإقراض الصغير تنتشر وتشتهر حتى في معاقل الرأسمالية، تقديرنا أن الاستثمارات الصغيرة تكون أكثر جدوى إذا اقترنت مع “المبادرات الاجتماعية” التي تؤسس لتغييرات حقيقية في واقع الفقراء. أضاف إننا في أجند تجاوبنا مبكراً مع مفهوم الإقراض الصغير ومتناهي الصغر، فبدأنا مشروع بنوك الفقراء منذ منتصف التسعينيات.. وهو يتقدم بصورة تبعث على التفاؤل، خاصة وأن الدول العربية لم تعد تتوارى خجلاً عن الاعتراف بوجود الفقر والفقراء بيننا، من النماذج التي بين أيدينا مشروعات صغيرة جداً نمت بجهد نسائي وبقروض بنك الفقراء وتحققت قصص نجاح عديدة تجسدت في أرامل تحدين الظروف وأقبلن على الحياة ونجحن، وشباب غيروا مسار حياتهم.. وقد استفاد من القروض حوالى مليون مواطن فقير، أي 200 ألف أسرة في الوطن العربي، وبذلك نكون قد أوجدنا فرصاً جديدة للعمل، قللنا بها من نسبة البطالة. بنوك الفقراء نفسها تستقطب التقدير العالمي وتقدم نماذج النجاح. فقد فاز بنك الفقراء في اليمن (بنك الأمل للإقراض الصغير) أحد أهم بنوك أجفند لمكافحة الفقر بالمركز الأول في مسابقة عالمية حول التمويل الأصغر. وتحدث سمو الأمير طلال عن البعد الثاني في تجربة أجفند لمكافحة الفقر والبطالة فهو الإيمان بأهمية التعليم الجيد للتأهيل وفتح فرص العمل، لافتاً أن التعليم إذا لم يكن يقدم مخرجات جيدة فهو قطعاً يسهم في زيادة البطالة، وفي إنتاج الفقر، ومن هناك كانت الجامعة العربية المفتوحة، التي لها الآن فروع في سبع دول عربية، وهي تطبق النمط العصري للتعليم العالي، وبرامجها الدراسية ملبية لاحتياجات السوق، ولذلك فخريجو الجامعة دائماً مطلوبون .. وأشار إلى أن الجامعة العربية المفتوحة استثمار يسهم في كسر طوق البطالة والفقر، لأن استراتيجيتها قائمة على تأهيل المحتاجين، والوصول إلى المرأة في الريف، فالفقر يكافح في العقول والمفاهيم، وإلا فإنه يتوالد ويتكاثر.