نشرت محطة وموقع - بي بي سي البريطانية ما يشبه الاستفتاء عن الاهتمام العالمي والسعودي بصحة العاهل السعودي وولي العهد ، وابرزت اهمية ذلك للاقتصاد العالمي على وجه عام واستقرار الاوضاع الامنية والاقتصادية في العالم . هنا التفاصيل : تحول موضوع الحالة الصحية للشخصيات المؤثرة داخل الأسرة الحاكمة في السعودية إلى محط اهتمام وسائل الإعلام. فقد توجه الملك عبد الله الذي يبلغ من العمر 86 عاما إلى الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج بعد معاناته من انزلاق غضروفي في الظهر. وفي وقت متزامن، عاد ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز على عجل إلى السعودية بعد أن كان يقضي فترة نقاهة في المغرب بعد معاناة طويلة مع المرض. إن تزامن هذه التطورات يعتبر أمرا غير مألوف حتى في دولة مثل السعودية التي يبلغ فيها كافة أعضاء العائلة المالكة الكبار سنا متقدمة من العمر. وقد يفسر هذا الأمر السرعة النسبية التي قامت بها الأسرة المالكة بإعلان الحالة الصحية للملك عبدالله. فقد سعت الأسرة المالكة إلى طمأنة أسواق النفط والحلفاء الرئيسيين بإن المملكة لن تشهد فراغا للسلطة خلال فترة غياب الملك عبد الله عن البلاد. ولا يقتصر الاهتمام بصحة الملوك السعوديين وأولياء عهدهم على الشعب السعودي فقط وذلك نتيجة لكونها أحد المنتجين الرئيسيين للنفط في العالم كما تحتوي على خمس الاحتياطي النفطي المؤكد في العالم. ومن شأن انعدام اليقين بشأن هوية من يتولى مقاليد الحكم في السعودية مستقبلا أن يؤدي إلى اضطراب في أسعار النفط في العالم، وهو ما لا تريده الدول الغربية في هذا الوقت تحديدا الذي تمر به اقتصاداتها بأزمات مالية صعبة. ألا أن الأمر لا يقتصر على سوق النفط، فقد أعطت مداخيل النفط الوفيرة للرياض دورا دبلوماسيا غير مسبوق في الساحة الدولية. وتلعب الحكومة السعودية بصفتها حليفا رئيسيا للغرب في الشرق الأوسط دورا مهما في عدة قضايا في لبنان والعراق وفي الصراع العربي الإسرائيلي وصولا إلى النزاع بين الغرب وإيران حول ملفها النووي. ويعتقد أن العودة العاجلة لولي العهد الأمير سلطان، وهو في الثمانين من عمره، قد تساهم في طمأنة حلفاء السعودية حول العالم ولكن على المدى القصير فقط. فلم يعد سرا، أن الأمير سلطان، قد يكون قد تلقى علاجا من إصابته بمرض السرطان خلال رحلته العلاجية في الخارج. وكان الملك عبد الله، وبهدف انهاء حالة عدم اليقين حول مستقبل انتقال السلطة، قام قبل سنوات بتأسيس ما سمي بمجلس البيعة. وقد أعطت هذه الخطوة للأمراء الحق في انتخاب ولي العهد وهي المهمة التي كانت حكرا على الملك. إلا أن هذه الآلية الجديدة لن تدخل حيز التطبيق إلا بعد رحيل الملك الحالي وتولي ولي عهده الأمير سلطان مقاليد الحكم خلفا لأخيه. وفي حينها، سيعرف العالم ما إذا كانت عملية اختيار ولي العهد ستكون شفافة أم انها ستتسهم بالسرية التي عرفت بها الأسرة الحاكمة في السعودية