يُنتظر أن تعاود طائرة ركاب "كونكورد" الأسرع من الصوت التحليق في السماء أثناء أولمبياد لندن في عام 2012 بعد قطيعة استمرت خلال عشرة أعوام تقريبا. وذكرت صحيفة "ازفستيا" الروسية أن الاتحاد السوفيتي استبق أوروبا إلى صنع طائرة الركاب الأسرع من الصوت، وهي طائرة "تو-144" التي توقفت عن التحليق قبل 30 عاما وتجثم الآن في مطار مدينة جوكوفسكي بالقرب من موسكو. ويصفها المهندس ألكسي أميلوشكين، وهو واحد من مصنعي هذه الطائرة، ب"ثامنة عجائب الدنيا". ويقول أميلوشكين إن مصنعيها انهمكوا في العمل متناسين ملذات الدنيا، ومنها المال، ساعين إلى صنع طائرة جميلة تخطف قلب مَن يشاهدها. وكانت النتيجة أن طائرة "تو-144" قامت برحلتها التجريبية الأولى قبل شهرين من رحلة "كونكورد" الأولى في اليوم الأخير من عام 1968. إلا أن مفخرة الصناعة الجوية السوفيتية كانت منحوسة الحظ، إذ وقعت في خطأ في المكان غير المناسب خلال معرض لابورجيه في فرنسا حيث أُجْبِر قائدها على القيام بحركة لم يكن مستعدا لها، فوقعت كارثة جوية. ومع ذلك أقدمت شركة طيران "أيروفولت" الروسية على استخدام هذه الطائرة في نقل المسافرين من موسكو إلى أقصى الشرق الروسي اعتبارا من عام 1977، لكنها اضطرت إلى إيقاف رحلاتها بعدما شب حريق في هذه الطائرة في 23 مايو 1978. ثم كلفت طائرة "تو-144" بنقل البضائع. وأنتجت شركة "توبوليف" 15 طائرة ركاب من النوع الأسرع من الصوت. وتشتتت هذه الطائرات في أنحاء العالم. وقد استخدمت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) واحدة من هذه الطائرات في إحدى تجاربها قبل أربعة أعوام. وتوجد طائرة "تو-144 د" في متحف الطيران بمدينة زينسهايم الألمانية إلى جانب "أخيها غير الشقيق كونكورد". وبالنسبة للطائرة الجاثمة في مطار جوكوفسكي يفكر مجموعة من المتحمسين في "إحيائها" وإعادة تأهيلها للتحليق في السماء.