صحيفة الانباء الكويتية تنشر لقاء مع واعظ شيعي : راضي الحبيب: دعوة ياسر إلى جعل البحرين والأحساء السعودية والكويت دولة شيعية واحدة تؤكد أنه يخطط لدولة ياسرية وليست شيعية وهذه جناية أمن دولة الشيخ راضي الحبيب في لقاء صريح وصف رجل الدين الشيعي الشيخ راضي الحبيب أفكار الهارب المدعو ياسر الحبيب بأنها مسمومة لا تمت الى التشيع بشيء، مؤكدا ان هذا الشخص يعتبر دسيسة ودخيلا على التشيع، «وقد تبين لنا تماما خطورة ما يطرحه من خلال اصطياده بوحل الماء العكر بسبب تبنيه للروايات المدسوسة والساقطة سندا ومتنا واعتماده على حثالة وقمامة الروايات الاسرائيلية التي دست في متون الكتب الحديثية». وقال الحبيب في لقاء خاص مع «الأنباء» ان منح الجنسية أو سحبها شأن سيادي وحق أصيل للقيادة السياسية ولا يجوز ان نفرض عليها أو نفترض لها، والحكومة هي صاحبة القرار الأول والأخير في اختيار الأسلوب الأنسب للتعامل مع قضية المدعو ياسر الحبيب مشددا على ان علماء الشيعة أدانوا تجاوزات ياسر الحبيب وعلى يقين أنه يستحق العقاب فنحن نعيش في دولة مؤسسات ولسنا في غابة. وعما يثار من ان مواقفه وتصريحاته هي للتكسب السياسي أو دخول مجلس الأمة نفى الشيخ راضي الحبيب ذلك بالقول «هذا الكلام غير صحيح، أنا أعمل جاهدا لأجل مصلحة وطني فقط لا غير، لا لأجل الطمع في الوصول الى مقامات سلطوية، وأما بالنسبة لعضوية مجلس الأمة فأنا اعتبرها أقل رتبة ودرجة من موقعي الديني، فلذلك أنا لا أنظر الى من تحتي بل لابد ان أطمح الى ما هو فوقي، وهو رضا الله ورسوله وأهل بيته الطيبين الطاهرين، ولكن لو دعيت من قبل الجماهير الشعبوية الى الدخول في مجلس الأمة فسيكون قبولي على حساب هدر طاقاتي وهلاكي لأنني سأدخل الى مجلس تشريعي يحتاج الى إصلاح وترميم من الأساس، وفيما يلي تفاصيل اللقاء: بداية كيف تنظر لياسر الحبيب، وهل هو ابن عمك كما يقول البعض، أم تشابه أسماء وهل كان لك دور في خروجه خارج البلاد؟ ياسر مريض متطرف وهو صنيعة التطرف النفسي والعصبي كردة انفعالات غضبية وخروجه من حالة الاعتدال عندما يكون في اتجاه الغضب يخرج عن حالة التوازن الى مرتبة القلق والاضطراب الى ان يصل الى حالة الفوضى الفكرية.وهو اسمه ياسر يحيى عبدالله حبيب وهو من عائلة أخرى ولا توجد صلة قرابة بيني وبينه وانما هو مجرد تشابه بالأسماء واسمي هو راضي حبيب، ولم يكن لي أي دور لا من قريب ولا من بعيد في مجموع قضيته كليا. وهل أنت مع قرار مجلس الوزراء سحب الجنسية من ياسر الحبيب؟ أنا سبق ان قلت ان منح الجنسية أو سحبها شأن سيادي وحق أصيل للقيادة السياسية ولا يجوز ان نفرض عليها أو نفترض لها، والحكومة هي صاحب القرار الأول والأخير في اختيار الأسلوب الأنسب للتعامل مع قضية المدعو ياسر الحبيب، وان علماء الشيعة أدانوا تجاوزات ياسر الحبيب وعلى يقين بأنه يستحق العقاب ولكن كيفية عقابه أمر يخص الحكومة وحدها بحسب ما تقتضيه اللوائح والقوانين المعمول بها فنحن نعيش في دولة مؤسسات ولسنا في غابة. طرح خطير روج البعض خلال الأزمة الأخيرة بان ما ذكره ياسر الحبيب هو فكر الشيعة وعقيدتهم وآراء مرجعياتهم الفقهية وكتبهم تجاه السيدة عائشة وصحابة الرسول الكريم وان الحبيب لم يأت بجديد ولكنه كان أكثر وضوحا من غيره؟ الحقيقة ان ما يثيره الجاني ياسر في ردوده من أفكار مسمومة لا تمت الى التشيع بشيء، وان هذا الشخص يعتبر دسيسة ودخيلا على التشيع، وقد تبين لنا تماما خطورة ما يطرحه من خلال اصطياده بوحل الماء العكر بسبب تبنيه للروايات المدسوسة والساقطة سندا ومتنا واعتماده على حثالة وقمامة الروايات الإسرائيلية التي دست في متون الكتب الحديثة، وعدم تورعه وجهله المركب في المجال الاستدلالي حيث انه يفتقد أقل ما يراعيه أهل العلم في مباحثهم وتقريراتهم من التحليل الدرائي للرواية وغيره من القنوات التحليلية للرواية كالتحليل العقائدي لها، والتحليل المتني من حيث التحليل اللغوي والنحوي والبلاغي والتحليل السندي من حيث الرجال وتقييم السند من حيث القوة والضعف. ولماذا دعا الحبيب علماء الشيعة للكف عن استخدام «التقية» وإعلان مواقفهم صراحة تجاه أبوبكر وعائشة وعمر وغيرهم؟ فهم ياسر للتقية مغلوط في كل جوانبها، وقد تقرر في فقهية التقية كما انها تجب في دائرة تحقق دواعيها فكذلك تحرم بانتفاء دواعيها، وتكون في حالات الاضطرار في الأمور الحرجية التي لا يطاق تحملها، ونحن في هذا الزمن لا ينطبق علينا حكم العمل بالتقية لما فيه من حقوق الحريات الفكرية والشخصية. ولكن بالنسبة لمسألة انشاء حوار خلافي او مناظرة بين المذهبين لبيان امر ما فليس هو واجب علينا، ولكن لو تم الاتفاق على مثل هذا الحوار عندها يجب الالتزام بعدة امور على أساس احترام المحاور للرموز، والأخلاق، والمنطق والأمانة والدقة في النقل، واعتماد ما تقرره آلية الاستدلال الأصولي من الأدلة مدار الحوار، فعلى هذا الأساس لا اشكال عندنا من اعلان المواقف بين المذهبين، وليس ما يمعمع به الجاني ياسر فهذا تعدى وتجنى سافر على الغير ولدد في الخصام والنزاع وهو مرفوض جملة وتفصيلا. ولاء للوطن لماذا يرى البعض ان ولاء الشيعة لإيران ومخططاتها اكبر من ولائهم لدولهم التي ولدوا وتربوا وعاشوا فيها؟ لازاحة الخلط أقول هو ليس من الولاء الوطني، بل هو نوع من الولاء الديني ولا يوجد اي تضارب بين الولاءين. ولأجل التوضيح اكثر أقول: يوجد على ارض الواقع تجربتان في إيران والعراق لولاية الفقيه الأولى «دولة المرجعية» والأخرى «مرجعية الدولة» والفارق بينهما أن النظرية الأولى فيها المرجعية تملك زمام الدولة بخلاف النظرية الأخرى وهذا دليل كاف على عدم علاقة ولاية الفقيه بإطاحة الأنظمة الحاكمة او تقويضها. وأيضا ولاية الفقيه على نحو القول الأول تعني في حد ذاتها إمكانية قيام الفقيه الجامع للشرائط بأعباء شؤون الدولة العامة، ولا تعني في ذاتها كما يتوهم البعض مصادرة الدول أو تقويض الأنظمة الحاكمة. ولا أجد داعيا للتخوف من الجمهورية الإسلامية الإيرانية فهي دولة صديقة وسياستها كما شاهدناها وعرفناها من خلال الاحتلال العراقي على الكويت كان لها موقف مساند للكويت وسياسة إنسانية ومتأنية ومدروسة. وإنما كانت الثورة الشعبية في إيران لها ظروفها الخاصة بها وهي وليدة الكبت السياسي الذي افتعلته دكتاتورية الشاه لأسباب عديدة منها انتهاكات لحقوق الإنسان، انتهاك الدستور الإيراني الذي وضع سنة 1906، التنصت، السجن، التجريد من حقوق المواطنة، سياسة التغريب، التعذيب وسياسة التقشف ومعاقبة الناشطين السياسيين والمعارضين بشكل غير قانوني مثلما حصل أيضا في العراق، ولاسيما أن سياسة الشاه في حصوله على الاتفاقيات النووية لها تأثير مباشرة في إطاحته وذلك عندما علمت الولاياتالمتحدة بأنه أجرى اتفاقيات نووية مع الشركة الألمانية «كرفت ورك» والهند وفرنسا فقد سبب هذا الأمر إزعاجا كبيرا للولايات المتحدة كحقيقة تؤدي إلى الاستغناء عن خبراتها نوويا ما سيضعف بسط نفوذها وضرب مصالحها وهيمنتها على المنطقة من خلال إدارتها للمفاعل النووي، وتواصلت هذه السياسة الغربية بهجماتها على حكومة ايران الحالية تخوفا وتحسبا من تسلحها النووي بسبب تمسكها بحق استخدام الطاقة النووية السلمية. كيف تنظرون لما طرحه الحبيب من ضم مملكة البحرين الى الاحساء السعودية والكويت في دولة شيعية واحدة؟ من باب «الاستهزاء» به اقول نحن اهل الخليج ابتلينا باستعمارين، استعمار صدامي واستعمار ياسري، فهذا من خرف عقله، وهو يخطط لقيام دولة ياسرية وليست شيعية ومن ضمنها الكويت وهذا بحد ذاته يعتبر جناية امن دولة ضده. المجلس مصلحة الوطن يرى البعض ان طموحك السياسي ورغبتك في دخول مجلس الامة وراء آرائك وجهودك، فبم ترد على ذلك؟ هذا الكلام غير صحيح، انا اعمل جاهدا لاجل مصلحة وطني فقط لا غير وليس من اجل الطمع في الوصول الى مقامات سلطوية، اما بالنسبة لعضوية مجلس الامة فأنا اعتبرها أقل رتبة ودرجة من موقعي الديني، فلذلك انا لا انظر الى من هو اسفل، بل لابد ان اطمح الى ما هو من فوقي وهو رضا الله ورسوله واهل بيته الطيبين الطاهرين. ولكن لو دعيت من قبل الجماهير الشعبوية الى الدخول في مجلس الامة فسيكون قبولي على حساب هدر طاقاتي وهلاكي لانني سأتسلم مجلسا تشريعيا يحتاج الى اصلاح وترميم من الاساس. ذهابك الى مسجد الدولة الكبير وصلاتك خلف مشاري العفاسي وبجوار وكيل وزارة الاوقاف د.عادل الفلاح، هل كان بمبادرة شخصية منك ام بتوجيه او تنسيق معين من علماء الشيعة؟ كان ذلك بمبادرة شخصية بعد استشارة بعض العلماء من الناحية الشرعية، وبصراحة أعتبر ذهابي الى المسجد الكبير من نعم الله القدرية، لانه صادف احدى الليالي القدرية المتوقعة، وكان هذا بعد انصرافي من احدى الحسينيات، وتوجهي الى المسجد الكبير للمشاركة في الصلاة. ولماذا لم تكمل مبادرة حسن النوايا ومواصلة الالتقاء بعلماء السنة ودعوتهم الى مجالسكم؟ سيكون ذلك في المستقبل القريب وسنشدد على مبدأ التواصل المذهبي بحلته الوسطية والوطنية. ذكرت ان مناهج وزارة التربية ليس فيها اي منهج تكفيري للشيعة وان عبادة القبور هي امر حرام شرعا، نريد توضيحا حول هذه القضية وخلو المناهج الكويتية من التكفير؟ المنهج يوجد فيه مادة تكفيرية كطرح عام لكن لا تمس مذهبا بعينه، وهذه المادة لا تعنينا بشيء ولا تمس عقيدتنا بشيء، لانها قصدت عبادة القبور بمعنى تأليه صاحب القبر وهذا الامر نحن منه براء، ولكن هناك من يريد تسجيل بطولات برلمانية فيقذف بالطائفة تحت شبهة الشرك والغلو على حساب تشويه سمعة المذهب وهذا التصرف لا يجوز. فكان ينبغي على البرلمانيين ان يطالبوا بتشكيل لجنة مناهج اكاديمية عليا، للعمل على وضع منهج يتناسب مع الوحدة الاسلامية والوطنية وهذا الامر لا اظنه يتعارض مع الذوق الوسطي الذي لا افراط فيه ولا تفريط. سنتصدى للفتنة كشفت الازمة الحالية ان هناك من يريد اشعال الفتن الطائفية في الكويت التي عرفت على مدى تاريخها بالتسامح الديني، كيف تنظرون لهؤلاء وما رسالتكم لعموم ابناء الشعب الكويتي لتجاوز مثل هذه الازمات التي يشعلها البعض؟ بلد كالكويت لا يخلو من الحاقدين والحاسدين، وهذا ما يجعله يموج بالفتن الظلماء، ولكن بقوة الله تعالى وعنايته سنكون لها بالمرصاد وكلما اوقدوا نارا للفتنة سنتصدى لاطفائها ووأدها حين ولادتها بما يتناسب ويتلاءم معها. والشعب الكويتي يتميز بثقافة وطنية عالية جدا ويتحلى بالوازع الوطني فلا يحتاج الى تنبيهات ونصائح وشعبنا الكويتي متمسك بملاذ الخطابات الاميرية التي تجعله كشخص واحد. ولهذا فإننا سنتصدى ل «وصال» و«صفا» ولكل من يحاول شق الصف الاسلامي والوطني الكويتي، وان اختراق وحدتنا من الصعب المستصعب، ونحن نعتبر كل من يحاول شق الوحدة خارجا عن حدود الدائرة المذهبية للسنة والشيعة وداخلا في مذهب الشقاق نقلا عن صحيفة الانباء الكويتية – الجمعة 24/9/2010