أكد الباحث المتخصص في التيارات الدينية خالد البديوي أن ياسر الحبيب يتبنى مواقف صارمة تجاه كل شخص أو تيار شيعي يمارس أي تقريب أو ملاينة مع أهل السنة والجماعة، بل يرفض الحبيب حتى ممارسة أي نوع من أنواع البراجماتية من أجل تحقيق أهداف المذهب، لأن ذلك يعني في أدبيات الحبيب إخفاء لحقائق المذهب وخيانة لأئمة أهل البيت. وقال البديوي في تصريح ل “الرسالة” ومن خلال دراسة أجرها في هذا التخصص وحصلت “الرسالة” على نسخة منها وبعد الأزمة، التي أثارها الحبيب في سب وقذف أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها ان الحبيب يرى أن من مقتضيات عقيدة أهل البيت محاربة قيادات وأحزاب شيعية كبيرة لأنها في تقييمه أشد لعنة على التشيع من الدجال وأخطر على الشيعة من يزيد، والسبب أنها تتنازل عن بعض المبادئ أو تتقارب مع أهل السنة، يقول الحبيب (وإن الصراحة تقضي بأن نعلن للجميع، أن تلك “القيادات” التي نصّبت نفسها بنفسها في أعلى مستويات الهرمية الشيعية، لهي أشد لعنة على الشيعة من الدجّال. وأضاف البديوي: يلقب الحبيب أعداءه من الشيعة ب(البتريين)، وهو مسمى لفرقة زيدية قديمة ظهرت في القرن الثاني على يد كثير النوى الأبتر (ت:168ه). ويرى الحبيب (والحديث يعود للبديوي) أن خصومه (البتريين) هم أوّل من سيقتلهم المهدي المنتظر بعد خروجه، فقد ورد في بعض روايات الشيعة أن أول من سيقاتلهم المهدي أناسا يدّعون التشيع من أهل الكوفة. وبطبيعة الحال لم ولن يخطر على بال الحبيب أن يكون المتطرفون الشيعة هم أول من سيقاتلهم المهدي تماما كما قاتل علي رضى الله عنه المتطرفين الخوارج في زمنه. ولخص البديوي في دراسته أن فِئات من الشيعة ليست قليلة هم في حكم الحبيب وهيئة الخدام بتريون ضالون وهم خطر على التشيع في نظر الحبيب؟ والسؤال المهم: هل سيسع (مجتمع التعايش السلمي في دولته الكبرى) هؤلاء الشيعة البتريين، الحقيقة أن ياسر الحبيب لم يدع لنا مجالًا لنقول “ربما” فضلًا عن “نعم”، لأنه يجيب بكل صراحة (أما البتريون ومدعو التشيع والانهزاميون ومن تابعهم فالواجب العمل بالحكم الشرعي المؤدي إلى عزلهم اجتماعيا بشتى الوسائل، ولله الحمد فإن بعض المخلصين يعملون على ذلك)، بمعنى أن هذه الفئة من الشيعة يجب أن تضيق عليهم الأرض بما رحبت كما ستضيق على غيرها من المسلمين في أكناف دولة الحبيب والخدام. وفي الوقت الذي يهادن فيه بعض الشيعة الإمامية فرقًا شيعية أخرى كالاسماعيلية والزيدية لأهداف استراتيجية أو مرحلية أو لغير ذلك، يرفض الحبيب ذلك كله ولو كان بقصد نشر المذهب الشيعي، ففي أحد الأسئلة الموجهة إليه سئل الحبيب عن فكرة إحياء تراث الدولة الفاطمية فقال في جوابه: (إذا كان الهدف من هذه الخطوة هو الدعوة للتشيع فذلك سبيل غير مستقيم، فإنه لا حاجة للتشيع في التراث الفاطمي الاسماعيلي المنحرف وإنما يجب نشر التشيع بتراثه الأصيل، ونوصيكم بنصح من يقوم بعمل كهذا فإذا لم ينتصح فجانبوه). ويسمي الحبيب والحديث هنا يعود للبديوي أهلَ السنة في أحد أجوبته (جنود الشيطان)، ويحكم عليهم بأنهم (نواصب كفرة). وقد سئل الحبيب عن الذين يقتلهم الإسرائيليون من المسلمين غير الموالين [يعني ليسوا شيعة] هل يكونون شهداء؟ فأجاب: (ليسوا شهداء ولا يدخلون الجنة). فالبكريون الذين يحبون أبا بكر وعمر وعائشة ليسوا بمؤمنين عند الحبيب لأن هؤلاء الصحابة يقول عنهم صراحة: (الكفرة المرتدوّن الذين خانوا الله ورسوله صلى الله عليه وآله).والجدير ذكره أن ياسر الحبيب كويتي من مواليد عام 1983م، نشأ في بيئة شيعية متدينة، وترعرع بين يدي أتباع حزب الدعوة (فرع الكويت)، وتلقى على أيديهم أولى توجيهاته الدينية.. تعلق بالأنشطة الدينية وهو صبي، فكان يؤذن للصلاة في مسجد النقي بمنطقة الدسمة، ويرتل الأوراد للمصلين كل ليلة جمعة، وفي تلك الفترة تلقى الحبيب مبدأ تقديس مؤسس الحزب المرجع محمد باقر الصدر إلى درجة وصفها الحبيب بأنها جعلت من الصدر “صنما مقدسًا”. نقطة التحول في حياة الحبيب كانت عندما وقعت عين ياسر الحبيب على بعض فضائح قياداته الحزبية الذين قال عنهم الحبيب “كان هؤلاء ممن نعتبرهم أصحاب المثل والمبادئ الدينية”، الأمر الذي أصابه بصدمة كبيرة، ومع أن الحبيب لم يسم تلك الفضائح إلا أنه وصفها بأنها كانت “قبائح مشينة لا يمكن أن تصدر من مؤمن” وقال “فكان الذي وقفت عليه سببًا لأن تهتز قناعي من الأعماق” وفي شهر رمضان العام الماضي دعا ياسر الحبيب لإحياء عيد مقتل عائشة أثناء تواجده في لندن وطبق هذا الحفل هذا العام الحالي أثناء تواجده في مسقط، وقد أسس ياسر الحبيب مجلة المنبر، وتبنى في المجلة طعن وتكفير الصحابة وتم رفع دعوى قضائية عليه إلا انه هرب من الكويت إلى العراق ومن ثم إلى لندن ليستقر هناك إلى الآن.