في الأيام الماضية نُشرتْ مقالات كثيرة تتحدث محلياً عن مخاطر أو أخطاء توجهات الرأي عند فئات من المتدينين، والبعض قال إنها تتواكب مع مساعي الإخوان المسلمين لتوفير الانتشار في أكثر من بلد عربي.. يجوز في المستقبل القريب أن نجد تأثيراً محدوداً لكنه في كل الأحوال لن يكون مؤثراً بالشكل الذي هو عليه في دول عربية أخرى.. والمشكلة ليست من اندفاعات الإخوان المرتبة سياسياً وليس دينياً وإنما من بساطة المفاهيم عند الفئات المحلية وإلا كيف أمكن أن تولد جماعة القاعدة.. وأن تكون لها تغذية عضوية حتى ولو كانت محدودة العدد؟ وبالطبع لا أتصور أن الفئات الواعية اجتماعياً وهي أكثرية سائدة تسعى إلى خلق خصومات ونفس الشيء أقوله عن فئة العزلة المحدودة العدد والمحدودة المفاهيم ما يعني أن طرح مبدأ التفاهم، وتنظيم التوعية هما أفضل وسيلة لتفادي الخصومات. ونحن عايشنا إيجابيات مسلك الدولة مع من يدانون ببعض الأخطاء، فنجد أنه مع محاسبتهم يوجد توجيه إرشادي يوضح لهم جوهر الإسلام ورحابة التسامح وأهمية جزالة الوعي.. هذا الوعي الحكومي له نتائج جيدة للغاية.. دلالة بساطة المفاهيم كثيرة جداً نستطيع أن نرصد منها الكثير بدءاً من الماضي الذي كان فيه «المطاوعة» يخطفون «غترة» من فاته فرض صلاة في المسجد مع أن ذلك ليس ضرورة متى كان هناك سبب في ذلك.. أيضاً ترحيل مواطن من مدينة الدلم عندما توفر لدى القاضي أنه يوجد في منزله جهاز تلفزيون وربما راديو.. أيضاً سحب كتب لم تبق في المكتبة أكثر من أسبوعين لأحد القضاة مؤلفها أورد بعض الأخطاء.. ما أريد الوقوف عنده هنا هو أن ما واجهه مجتمعنا من مواقف لدى هؤلاء ضد أي وجود حداثي بدءاً بالسيارة ثم جهاز الفاكس وأخيراً التلفزيون لم تكن وليدة أفكار عقائدية واقعية بقدر ما هي قد أتت نتيجة بساطة مفاهيم، وبساطة مصادر تفهم واقع العقائد أو المحرمات أو المحللات.. إذاً فإن الحد من انتشار هذه الأفكار هو مهمة وعي وتثقيف وليس خصومات وأمامنا شواهد تأكيد على ذلك بحجم ما تحول إليه المجتمع حالياً من كفاءة وعي جيدة.. على الأقل يكفي أن نتابع ما هي عليه أوضاع بعض طلبة العلوم من مستوى نجاح في إضافة منجزات رأي علمية جيدة.. نفس الشيء مستويات هذا التعليم.. نفس الشيء كفاءة وعي المرأة بعكس ما كان يراد أن توضع فيه تحت إدارة الرجل فقط.. من شواهد ما يوضح بساطة المفاهيم ما قيل لوزير العمل بأن عليه أن يوقف قراراته وإلا فسوف يدعون عليه لكي يموت مثلما حدث للوزير السابق - رحمه الله - غازي القصيبي.. ماذا كان غازي القصيبي حين يأتي هذا التصور عنه وضده؟ ألم يكن يعتبر نموذج نزاهة فريداً بين جميع من شغلوا منصب وزارة.. ألم يُعرف عنه استقامته الشخصية ونزاهة سلوكه وغياب أي شك في نزاهة إسلامه؟ نقلا عن الرياض