فيما يستمر الأسير الشيخ خضر عدنان في مواجهته المصيرية مع السجان الصهيوني الحقير الذي يتحدى كافة اللوائح والشرائع الإنسانية والدولية ,وفيما يصمد هذا المحارب دون طعام رافعا رأسه في عنان السماء لأكثر من خمس وستون يوما وليس لخمس وستون ساعة ,وفيما يستمر الشيخ عدنان بعشقه للوطن الغالي وعلى طريقته البطولية , وفيما يرقد الشيخ عدنان على فراش المرض بمشفى 'رفكا زيف' في مدينة صفد شمال فلسطينالمحتلة بين الحياة والموت , وفيما تتحدث عنه كل الوكالات الإخبارية وتصبح وتبيت على بوابة المشفي , تسأل كل من يخرج من زنزانته وكل من أراد الدخول إلى زنزانته من أطباء وعساكر وسجانين لتعرف و تنشر المزيد عن حكاية هذا المحارب فيكون السؤال عادة " هل انهي هذا المحارب الإضراب عن الطعام , هل تناول شيئا يؤكل بالفم وهل هو على قيد الحياة ,لن يجيب احد على هذه الأسئلة , إلا بعد أن يعلن الاحتلال إطلاق سراح المحارب البطل خضر عدنان وتصبح أمعاءه تلك السكاكين التي قطعت أسلاك السجن ولم تقطع نفسها , كل هذا يحدث للأسير خضر عدنان ,وما نزال نحن الفلسطينيين مترددين في عقد المصالحة بيننا وعقد الاتفاق بيننا وتوحيد حكوماتنا ولم شمل الوطن المشتت والوقوف صفا واحدا لنقول للمحتل أننا امة واحدة وعدنان هذا خلفه امة موحدة قوية صلبة تعتز بفلسطينيتها وتعتز بمقاومتها وتعتز بهذا المحارب العنيد , مازلنا نبحث عن وحدة في وطن واضح المعالم ولم نسمع نصائح كل الأمم العربية والعجمية وحتى الغربية وكل القادة الذين يقفون بالبنادق وشعوبهم التي تبيت في الميادين لأجل فلسطين , قلنا لكل العواصم لا تحاولوا معنا ولا تدفعوا لنا مال كثير لأنكم لن تنجحوا في جعلنا امة واحدة تسير على قلب رجل واحد , أنت أيها الشيخ الصابر مستمر في حربك وصومك ومواجهتك للمحتل الذي أصبح يخاف موتك أكثر منك ونحن نتمسك بالسلطان والجاه وكل ملذات الحياة ولا نشعر بقرصة بطنك الجائع ولا ضعف جسدك الذي يتغذى على ذاته ويأكل من لحمه , عفوا أيها الشيخ نحن لا نشعر بهذا وما زلنا نأكل لحم بعضا ووصلنا إلى العظم ونحن تتباهى بذلك . خضر عدنان هذا المحارب العنيد يعرف لماذا يحارب ويعرف أن قضيته قضية أمة , قضية عادلة وقضيته لكل الأحرار بالعالم ويعرف انه سينتصر على هذا المحتل الغاشم ويعود حرا رافعا رأسه بنصره يتبعه أكثر من ستتة آلاف معتقل في سجون الحقد الصهيوني في أكثر من ستة و عشرون معتقلا على امتداد فلسطينالمحتلة , ويتبعه أكثر من ستة ملايين من الفلسطينيين بالوطن والشتات والمخيمات , ولعل الأسير البطل المحارب الشيخ خضر عدنان بهذه الحرب المفتوحة على السجان كتب المجد بمعاناته وعذابه وكفاحه كمحارب باحث عن الحرية والمجد للحركة الأسيرة ستكتب قصة كفاحه وتضاف إلى مئات قصص الكفاح للأسري الأبطال بسجون الاحتلال التي انتصر فيها أصحابها إما بالحرية المطلقة أو بالشهادة المطلقة , فهنا نُذكر انه حتى العام الماضي سُجل أكثر من مائتان واثنان من الشهداء الذين ارتقوا إلى العلا سواء في الاعتقال أو بعد الاعتقال بقليل أو نتيجة للتعذيب المميت أو نتيجة للإهمال الطبي بعد المرض أو بأمعاء خاوية بالإضراب عن الطعام وكتب التاريخ الفلسطيني قصص استشهادهم بأحرف من نور ونار. سامحنا أيها الشيخ المحارب لم نستطيع الإضراب عن الطعام معك ولم يضرب كافة أبناء الشعب الفلسطيني ليواجهوا المحتل كما تواجهه ,وليقولوا للجميع توحدوا , تصالحوا , كونوا على قلب رجل واحد , كونوا صفا متينا غير قابل للاختراق , كونا كهذا المحارب الذي أصبح على بوابة الانتصار , ولعلها دعوة لجماهير الشعب الفلسطيني ليخرجوا إلى الساحات و الميادين وينصبوا الخيام و يضربوا عن الطعام ولا يعودوا عن إضرابهم هذا أو الى بيوتهم إلا باطلاق سراح هذا الشيخ و كافة الاسري القابعين خلف القضبان وبعد أن يعقد الصلح على الأرض و يسمع عدنان أن الجميع الفلسطيني قد توحد ,وتعاضد الأخوة وأعتني الحكام بالوطن وقضاياه و وجهوا البوصلة نحو القدس التي تنتهك وتغتصب وتهود وتستوطن إحياؤها ويُرحل سكانها على مسمع ومرآي من الجميع إسلاميين وغير إسلاميين كما وقد اعتنى حكام هذا الوطن وقادته بكافة أبنائه دون تحزب أو تحيز او تميز بسبب الانتماء لحزب أو جماعة أو حركة أو قبيلة أو عشيرة . [email protected]