عدت منظمة "مراسلون بلا حدود" دراسة حول حرية الصحافة خلال العام الماضي. وحسب هذه القائمة التي شملت 179 دولة شغلت أريتريا المرتبة الأخيرة إذ وصف نظامها بأنه دكتاتورية مطلقة لا تسمح بالحريات المدنية. وبالنظر إلى اللائحة تبدو سورية غير بعيدة عن أريتريا، وشغلت المرتبة ال176 على خلفية ممارستها الرقابة والتعتيم على أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ انطلاق الاحتجاجات ضد نظام الرئيس الحالي بشار الأسد في منتصف آذار (مارس) الماضي. كما تم وضع البحرين واليمن - نظرا للاضطرابات فيها العام الماضي - في أسفل اللائحة المذكورة من قبل منظمة "مراسلون بلا حدود" من حيث حرية الصحافة. وتظهر أهمية هذه الدراسة من حيث إعدادها في عام شهد سقوط أنظمة استبدادية عربية هللت لها الشعوب لاعتبارها أزالت أصابع الدكتاتورية لتشرع في بناء مجتمعات الحريات. غير أن التصنيف كشف عن تراجع لحريات الصحافة في مصر التي أسقط نظام مبارك وانتخبت "ديمقراطيا" أول مجلس تشريعي ما بعد الثورة فيها. ويعلل معدو التصنيف أن تراجع مصر إلى من المرتبة 127 سابقا إلى المرتبة 166، يعود إلى ممارسات المجلس العسكري الذي "بدد آمال الديمقراطية وحرية الصحافة"، ذلك أن هذه الممارسات "تجسد امتدادا لممارسات عهد الرئيس السابق حسني مبارك". عن مرتبة سورية قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إن "الرقابة التامة والمراقبة المنتشرة على نطاق واسع وأعمال العنف العشوائية وتلاعب الحكومة جعل من المتعذر على الصحافيين أن يعملوا" في سورية السنة الماضية، وقد تراجعت البلاد إلى المرتبة 176، بحسب القائمة. والبحرين التي حلت في المرتبة 173 تراجعت هي أيضا (بمقدار 29 مرتبة) بسبب "قمعها العنيف للحركات المطالبة بالديمقراطية ومحاكماتها للمدافعين عن حقوق الإنسان، وإلغائها كل هامش حرية"، فيما حلت اليمن في المرتبة 171. وخرجت تونس من عداد البلدان العربية التي تعاني من غياب الحريات الإعلامية ليرتفع تصنيفها 30 مرتبة مقارنة مع جدول السنة الماضية، لتصل إلى المرتبة 134 "لكنها لم تتقبل بعد بشكل كامل صحافة حرة ومستقلة". وخسرت تركيا عشر مراتب لتحتل المرتبة 148، لأنها لم تتمكن من القيام بالإصلاحات الموعودة، وأطلقت موجة من الاعتقالات بحق صحافيين لا سابق لها منذ فترة الحكم العسكري، كما قالت منظمة "مراسلون بلا حدود". وذكر تقرير المنظمة حول التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2011 أن دولة الكويت أحرزت المرتبة الأولى عربيا متقدمة بتسع مراتب عن تصنيف عام 2010 لتحتل المرتبة 78 بين دول العالم اجمع. وقال إن دولة الكويت تقدمت بفارق 15 مرتبة عن أقرب دولة عربية وهي لبنان التي احتلت المرتبة 93 ما لا يبعد كثيرا عن مرتبة إسرائيل التي حلت البلد ال92 من حيث حرية الصحافة. واللافت أن دولة جنوب السودان التي تشارك للمرة الأولى في هذا التصنيف شغلت مباشرة المرتبة ال111 ما يبعدها حوالي 60 مرتبة عن السودان. ومن البلدان التي تراجعت على اللائحة روسيا حيث شغلت المرتبة 142 بين غامبيا وكولومبيا. ويشير تقرير المنظمة إلى أن الاعتداءات على الصحافيين في روسيا لا تزال مستمرة إلى جانب ممارسة الضغوطات عليهم فضلا عن غياب تعددية الرأي على شاشات التلفزيونات، فيما تصدرت التصنيف، كالعادة، نفس الدول الأوروبية، وفي مقدمتها فنلندا والنرويج واستونيا. من جهة أخرى تطرق التقرير إلى آسيا الوسطى حيث برزت كازاخستان في المرتبة 154 وقد ارتفعت مرتبتها 8 نقاط، غير أن المراقبين يعتبرون ذلك نتيجة لتدني أوضاع جيران كازاخستان وهم في أسفل القائمة هذا العام. أما قرغيزستان فجاءت في المرتبة 108 مع أن حالة الصحافة فيها مهتزة، وشهد العام الفائت اعتداءات على الصحافيين، وتلتها طاجيكستان في المرتبة 122. وأفاد معدو التقرير أن حكومة طاجيكستان تمارس ضغوطات على الصحافة، خشية تأثير الإسلام المتطرف، وفي الواقع تحاول أستانة بكل الوسائل الحفاظ على صورتها كواجهة للاستقرار، وشدد الحكومة ضغوطها على الصحافة المستقلة، وتحاول إحكام سيطرتها على الانترنت. بينما حلت أوزبكستان في المرتبة 157 وهي تواصل تشديد الرقابة على الانترنت. واحتلت تركمانستان المرتبة 177 كدولة دكتاتوريه مطلقة، ومعها كوريا الشماليه واريتيريا. ومؤشر حرية الصحافة الذي نشر لأول مرة عام 2001 يحدد على أساس معايير يصل عددها الى 50 ومنها العنف، والأمور التي تؤثر مباشرة على الصحفيين (القتل والخطف والتهديد والسجن وغيرها ) ويقوم بوضع التصنيف 15 من خبراء المنظمات الدولية المتخصصة في المشاكل العامة ورصد حرية الرأي والتعبير ونحو 150 صحفيا من العاملين في مواقع مختلفة.