ويكيبيديا هي كما تعرف نفسها موسوعة عالمية مجانية مفتوحة لمن يريدون المساهمة في تحريرها، وهي بهذا تختلف عن الموسوعات التي على الإنترنت بأنها مفتوحة لمساهمات الجمهور ومتجددة وتواكب الأحداث، ولهذا وخلال فترة وجيزة صارت من أكثر المواقع شعبية على الإنترنت ومن يريد معرفة أي شيء مباشرة يبحث عنه فيها، لكن وللأسف الويكيبيديا العربية تعكس حال الواقع العلمي والمعرفي والثقافي العربي المؤسف، فحسب إحصائيات الموقع فالنسخة العربية منه هي أفقر وأسوأ النسخ وأقلها مشاركة، وغالبا ما تكون عبارة عن مجرد ترجمة لجزء من النسخة الإنجليزية، أو أنها تعكس أن من ساهم في تحرير مقالها لا يمت للمنهجية العلمية بصلة لافتقارها لأبجديات التحرير العلمي كالموضوعية، فمواد النسخة العربية هي أقل كما ونوعا من تلك المنشورة بلغات لا يتجاوز تعداد المتحدثين بها عدد سكان مدينة عربية واحدة! وحاول المشرفون على الموقع تنشيط النسخة العربية بعقدهم مناسبات ترويجية في العالم العربي، لكن بلا جدوى، ولهذا التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة أين الأكاديميون العرب؟ أين دورهم في تنمية العلم والمعرفة والتنوير في مجتمعاتهم؟ هل الشهادات هي فقط لأخذ الوظيفة وتعليقها على الحائط والتفاخر بها؟. وليس الأمر فقط محصورا في الويكيبيديا، فمواقع قواعد معلومات الأبحاث العلمية العالمية أقل نسبة للمشاركة فيها هي من العالم العربي، هل المشكلة أن الأكاديميين ليس لديهم الحافز وحس المسؤولية بأن عليهم النهوض بدور يتجاوز ذلك الذي يقبضون عليه الراتب؟ أم أن السبب هو أكثر تواضعا وهو أن كثيرين منهم لا يجيدون التعامل مع وسائل التقنية؟ أم كليهما، ولهذا الإنسان العربي مضطر لتعلم الإنجليزية لأنه لا تتوفر بالعربية المادة المعرفية والعلمية والثقافية التي يحتاجها. نقلا عن عكاظ